أكد رئيس مجلس المستشارين السيد محمد الشيخ بيد الله، اليوم الأربعاء بالرباط، أن الأوراش الكبرى التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس والتحولات العميقة التي يعرفها المغرب تتطلب تثمين المنظومة الإحصائية الوطنية وجعلها مقروءة لدى المتلقين. وأبرز السيد بيد الله، في مداخلة خلال الندوة العلمية حول موضوع "الإحصاء في خدمة التنمية الاقتصادية والاجتماعية: إحصائيات بمعايير دولية"، التي تنظمها المندوبية السامية للتخطيط تحت الرعاية السامية لجلالة الملك، أن التحولات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والحقوقية والمجتمعية التي تشهدها المملكة تستدعي جعل المعطيات الإحصائية مقروءة لدى المتلقين; خاصة مدبري الشأن المحلي والجهوي. واعتبر السيد بيد الله أن الإحصاء هو الوسيلة الوحيدة التي تمكن من رصد وتتبع وتقييم التحولات العميقة التي يعرفها العالم بشكل عام والمغرب على الخصوص، مشددا على أن هذا التتبع لا يمكن أن يتم إلا بواسطة منظومة إحصائية موثوقة. وبعد أن أشار إلى أن المغرب يشكل نموذجا في التنمية البشرية على الصعيد الجهوي وكذا على صعيد القارة الإفريقية، ذكر بأن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية مكنت من معرفة واقع البلاد عبر خرائط مضبوطة حول الفقر في جميع المناطق، وخلق دينامية جديدة تروم تحقيق تقدم المجتمع. كما مكنت هذه المبادرة، يضيف السيد بيد الله، من التعامل مع أهداف الألفية للتنمية بكثير من الأمل في بلوغ سنة 2015 في ظروف جيدة استنادا للمؤشرات المعتمدة في هذا المجال، إضافة إلى متابعة التحولات التي يعرفها المغرب بأرقام يفهمها الجميع بصفة دقيقة وعلمية، وتشكل قاسما مشتركا بين مدبري الشأن العام الوطني والمحلي والجهوي. وشدد رئيس مجلس المستشارين على أهمية تبسيط مقروئية المعطيات الإحصائية لجعلها مفهومة لدى المدبرين كيفما كان مستوى مسؤولياتهم وجعلها أداة للحكامة الجيدة، والوعي بأهمية الإحصائيات من خلال إيجاد آلية جديدة لرصدها وتحليلها. وتجدر الإشارة إلى أن الجلسة الافتتاحية للندوة، التي تنظم بمناسبة اليوم العالمي للإحصاء، تميزت بتوجيه رسالة ملكية سامية للمشاركين تلاها المندوب السامي للتخطيط السيد أحمد لحليمي علمي، وكذا بتوشيح عدد من الأطر الوطنية العاملة في مجال الإحصاء بأوسمة ملكية أنعم عليهم بها جلالة الملك.