يركز اليوم العالمي للسكان، الذي يخلد غدا الأحد، هذه السنة على المكانة الوازنة للمعطيات الإحصائية، خاصة عمليات التعداد، في إعداد ومتابعة وتقييم السياسات الحكومية بغية تحسين ظروف عيش المواطنين. ويتوخى اليوم العالمي للسكان، الذي يحتفل به تحت شعار ?أخذ كل شخص في الحسبان? هذه السنة، اثارة الانتباه الى أهمية جعل نتائج عمليات التعداد والتحقيقات والإحصائيات في خدمة السياسات العمومية في مجالات الهجرة والشيخوخة وصحة الأم والصحة الإنجابية والتربية والوقاية وعلاج فيروس السيدا. +تخليد اليوم العالمي على ضوء الإحصائيات+ وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في رسالة وجهها بالمناسبة إن التعداد يسلط الضوء على قضايا السكان، خاصة النساء والشباب، معتبرا أن "تصنيف البيانات حسب نوع الجنس والسن من شأنه أن يزيد من مراعاة واضعي السياسات الوطنية لحقوق النساء والشباب واحتياجاتهم ويساعد على بناء مجتمع أكثر عدلا وازدهارا". وأبرز أن "الرهان القادم يتمثل في ضمان استخدام البيانات لوضع خطط وسياسات قائمة على حقائق على أرض الواقع من شأنها تحسين نوعية الفرص المتاحة لأجيال الحاضر والمستقبل". ومن جانبها، أكدت المديرة التنفيذية لصندوق الأممالمتحدة للسكان السيدة ثريا أحمد عبيد، في رسالة مماثلة، أن "دينامية السكان، خاصة معدلات النمو وهرم الأعمار والخصوبة والوفيات والهجرة وباقي المتغيرات، تؤثر على جميع مظاهر التنمية البشرية الاجتماعية والاقتصادية". +التنمية البشرية في خدمة الساكنة+ ويخلد المغرب كباقي البلدان هذا اليوم في سياق يتميز بإنجاز تقدم كبير في مجال التنمية البشرية والنهوض بظروف عيش السكان، خاصة في المناطق المعزولة. وفي هذا الصدد تم القيام بمجهود وطني في مجال تحليل الوضع والتفكير المستقبلي في تقرير وطني بعنوان "خمسون سنة من التنمية البشرية وآفاق التنمية ل2025" يشمل مجالات الديموغرافيا والمجتمع والاقتصاد والتربية والتكنولوجيات والصحة والبيئة والثقافة والفن والروحانية. وتساهم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بشكل واسع في تحقيق أهداف الألفية للتنمية من خلال تركيزها على الجماعات القروية والحضرية الأكثر تهميشا. كما أن قطاع الصحة منخرط بدوره في مسلسل للإصلاحات العميقة وحقق تقدما في إرساء التغطية الإجبارية عن المرض وتعاقد البرامج، حيث يشكل الحفاظ على حقوق الولوج للصحة، خاصة لدى الساكنة المهمشة، مجالا للعمل المشترك بين صندوق الأممالمتحدة للسكان وباقي الأطراف الوطنية المعنية. +المغرب وصندوق الأممالمتحدة للسكان ينخرطان في تعاون متعدد الأبعاد+ يقوم الصندوق الأممي حاليا بتفعيل مخططه الخماسي السابع للتعاون (2007-2011)، بناء على أولوياته والأولويات الوطنية والمخطط الإطار لمساعدة الأممالمتحدة للمملكة المغربية (2007-2011)، والذي أعد بتعاون مع الشركاء الوطنيين الحكوميين وغير الحكوميين، مستندا على أهداف الألفية للتنمية وتوصيات المؤتمر الدولي للسكان والتنمية. ويشمل البرنامج مجالات ذات أولوية تهم الصحة الإنجابية والتخطيط اللاممركز والتنمية المحلية ودعم النهوض بالمساواة بين الجنسين، فضلا عن تعزيز قدرات منظمات المجتمع المدني. كما واكب الصندوق الأممي المملكة في إعداد استراتيجية وطنية ( 2008-2012 ) للتقليص من وفيات الأمهات بغية تفعيل نموذج للتدخل في مجال العلاجات المستعجلة لأمراض النساء والمواليد الجدد. وفي مجال السكان والتنمية، يتوخى الدعم الأممي العمل لفائدة الساكنة الهشة وتعزيز قدرات الفاعلين المحليين ومواكبتهم في إعداد مخططات للتنمية المحلية تقوم على أساس الحقوق الإنسانية. من جهة أخرى، يساهم الصندوق منذ 2003 في وضع برنامج للشباب والمراهقين بعنوان "شباب من أجل الشباب" بشراكة مع قطاعات حكومية وجمعيات تهتم بهذه الفئة، فضلا عن دعم الجهود الوطنية المبذولة للنهوض بتفعيل الاستراتيجية الوطنة لمحاربة العنف المؤسس على النوع والاستراتيجية الوطنية للإنصاف والمساواة بين الجنسين.