أكد (بيت الشعر في المغرب) أن الراحل الشاعر العربي الكبير، محمد عفيفي مطر، أضاف للشعر المصري والعربي رافدا غنيا، يحتفظ للشاعر بمكانته المتميزة في تاريخ القصيدة العربية والمشهد الشعري المصري المعاصرين. وأوضح (بيت الشعر) في نعي محمد عفيفي مطر أن "الشاعر خط، ما به انفصل عن شعراء جيله وهيأ له التأثير في شعراء السبعينيات"، قائلا إن "استحضار حياة الراحل يستدعي استحضار مسارين على الأقل : مسار مواقفه السياسية ومسار وفائه للشعر". ففي المنحى الأول، يضف (بيت الشعر)، "ظلت علاقة الشاعر بالسلطة موسومة بالتوتر الذي بلغ مداه إبان التعبير عن موقفه من الهجوم الأمريكي على العراق". أما المنحى الثاني، فيرتبط بكون شعر مطر احتفظ بما يختلف به عن الشعر الستيني في مصر، فقد ظل داخل الشعر المصري وخارجه في آن، يتبدى ذلك من تصوره للغة ولعلاقتها بالوقائع. وأوضح (بيت الشعر)، في هذا الصدد، أن "المسافة المسيجة لهذه العلاقة خضعت، في شعره، إلى بناء أبعدها عن الوظيفية المباشرة، وحصنها بحمولة فكرية، مكنت اللغة من أن تتغذى بالموروث الثقافي القديم، وبالنصوص الفكرية والصوفية، وبالفعل الترجمي، أيضا، بوصفه رافدا كتابيا يقود إلى التجديد". وأَشار إلى أن عناية الكتابة بالحمولة الثقافية للشعر أسهمت في نحت الشاعر عفيفي مطر للغته الخاصة، التي جعلت الواقع، وهو يخترق القصيدة في محاورتها له، يحضر شعريا، أي من داخل غياب يكشف عما طرأ عليه في انتقاله إلى لغة تعي مسافتها الخاصة مع موضوعاتها.