قال أسقف الكنيسة الكاثوليكية بالرباط ، فانسان لانديل ، إن "التبشير المتمثل في إكراه فئات تعاني من الهشاشة على تغيير ديانتها يعتبر عملا مدانا" وأكد الأسقف لانديل أن الأشخاص الذين تم طردهم من طرف السلطات المغربية مؤخرا لقيامهم بأعمال تبشير "لا يتصرفون وفق قوانين الكنيسة الكاثوليكية ولا تربطهم أية صلة بالأسقفية الكاثوليكية". وعبر الأسقف،في تصريح لوكالة الانباء المغربية ،عن تشكراته للملك محمد السادس "من أجل حرية المعتقد في المملكة"، مؤكدا أن الكنائس في المغرب مفتوحة في وجه المسيحيين الأجانب حيث يمكنهم ممارسة ديانتهم دون أدنى تضييق وحيث يمكنهم التجمع للتفكر في كلام الله وتدارسه". وفي ما يخص ممارسة الشعائر الدينية بالنسبة للأجانب من المسيحيين, قال أسقف الكنيسة الكاثوليكية "لنا كامل الحرية المطلوبة". ومن جهة أخرى، أكد الأسقف لانديل ،ورئيس الكنسية الإنجيلية بالمغرب القس جان لوك بلان في بيان امس "مارسنا على الدوام مسؤولياتنا في إطار حرية المعتقد المكفولة للأجانب من المسيحيين"،موضحين أن هذه المسؤولية "تتمثل في تقديم المساعدة لإخواننا المسيحيين للالتقاء بإخوانهم المسلمين،والتعرف عليهم،واحترامهم وحبهم دون أدنى انشغال بخصوص التبشير". وأضاف البيان " إن هدفنا الوحيد يتمثل في الإسهام في بناء مغرب ينعم فيه المسلمون واليهود والمسيحيون باقتسام مسؤولياتهم لتشييد بلد تسوده العدالة والسلم والتعايش". وبدوره ،أكد ممثل الكنيسة الأرثوذكسية الروسية بالمغرب ،القس ديميتري أوريكو ،امس الاربعاءبالرباط،أن المملكة المغربية بلد للحرية والانفتاح الديني. وقال القس أوريكوف،في تصريح صحافي إن " المسيحيين الأرثوذكس بالمغرب ينعمون بحسن الضيافة والعناية التي يوليها ملك المغرب والسلطات المغربية لحرية الدين والمعتقد". وأضاف أن "الكنيسة الأرثوذكسية الروسية بالمغرب تعارض جميع أشكال التبشير"، مؤكدا أن التبشير لا يدخل ضمن المهام الموكولة لكنيسته. وكانت السلطات المغربيةقد قامت الاثنين بطرد اجانب من جنسيات مختلفة خارج التراب الوطني ،وذلك على خلفية ثبوت قيامهم بأعمال منافية للقوانين الجاري بها العمل. وأوضح بلاغ لوزارة الداخلية أنه " يوجد من بين هؤلاء الاشخاص 16 فردا ما بين مسيرين ومقيمين بميتم خيري بجماعة عين اللوح باقليم افران،حيث كانوا يستغلون الوضعية الاجتماعية لبعض العائلات لاستهداف أبنائها القاصرين من خلال التكفل بهم، دون احترام ومراعاة الاجراءات القانونية المتعلقة بكفالة الاطفال المتخلى عنهم أو اليتامي". وأشار البلاغ الى أنه "وتحت غطاء العمل الخيري،كانت هذه المجموعة تمارس انشطة تبشيرية مستهدفة أطفالا في سن مبكرة لا تتجاوز عشر سنوات. وأضاف أنه " في اطار الابحاث التي امرت بها النيابة العامة تم حجز مئات المنشورات التبشيرية وأقراص مدمجة مخصصة لنفس الغاية". وأبرز البلاع ذاته أن هذه الاجراءات المتخذة من قبل السلطات المغربية تدخل في " إطار محاربة النشاط التبشيري الذي يروم زعزعة عقيدة المسلمين". وأضاف أن قرارات الطرد في حق هذه المجموعة تم اتخاذها " وفقا للمقتضيات القانونية الجاري بها العمل وذلك صيانة للقيم الدينية والروحية للمملكة". وكانت السلطات المغربية قد قامت في الخامس من فبراير الماضي بطرد مبشر اجنبي (امريكي) لضبطه وهو يتركب مخالفة التبشير بالمسيحية. كما قامت في ديسمبر الماضي بطرد خمسة اجانب (اثنان من جنوب افريقيا واثنان من سويسرا وواحد من غواتيمالا) لنفس المبررات.