سلّمت السلطات اللبنانية ملفات تخص سبعة جزائريين من عناصر حركة فتح الإسلام التي قادت التمرّد على الجيش اللبناني في مخيم نهر البارد نهاية صيف عام 2007؛ بينهم أربعة قتلى. فيما طلبت السلطات اللبنانية معلومات عن ثلاثة جزائريين من عناصر فتح الإسلام يوجدون رهن الاعتقال في سجن ببيروت. قالت مصادر على صلة بملف ''الجزائريين في حركة فتح الإسلام في لبنان'' ل''الخبر''، إن السلطات اللبنانية سلمت إلى وفد أمني وقضائي جزائري زار بيروت قبل فترة قصيرة، ملفات الجزائريين السبعة الذين كانوا في صفوف حركة فتح الإسلام في مخيم نهر البارد ببيروت، وخاضوا القتال في صفوفها ضد قوات الجيش اللبناني خلال المواجهات التي اندلعت بين الطرفين في أوت .2007 وأكّد مصدر موثوق به أن الوفد الأمني الجزائري الذي زار بيروت في إطار التعاون الأمني والقضائي بين الجزائر ولبنان، اطّلع على كل الوثائق والمراجع المرتبطة بالقضية، كما سمح له بمقابلة ثلاثة من المعتقلين الجزائريين من عناصر فتح الاسلام يوجدون في سجن لبناني، وتتابع السلطات الجزائرية قضيتهم منذ الإعلان عن اعتقالهم في سبتمبر 2007 من قبل الجيش اللبناني خلال مشاركتهم في اشتباكات مخيم نهر البارد. ويتعلق الأمر ب''ف.ع'' الملقب بأبي شعيب الجزائري من مواليد 1981 والذي يعتقد أنه شارك في المفاوضات بين الحركة والجيش اللبناني لوقف القتال، إضافة إلى ''ن.ب'' الملقب بأبي ياسر الجزائري ويبلغ من العمر 28 سنة و''ع.ب'' الملقب بأبي معتز الجزائري ويبلغ من العمر 34 سنة، ويوجد الثلاثة في سجن رومية في لبنان. ونقل ذات المصدر أن السلطات اللبنانية طلبت من السلطات الجزائرية تزويدها بمعلومات عن المعتقلين الثلاثة، تتعلق بعلاقتهم بالتنظيمات الإرهابية في الجزائر أو في الخارج، وعما إذا كانت أسماؤهم واردة على لائحة المطلوبين أمام القضاء الجزائري، وكذا طريقة خروجهم من الجزائر، ولا يعرف ما إذا كانت السلطات الجزائرية تنوي تقديم طلب إلى الحكومة اللبنانية لتسليمها المعتقلين الثلاثة لمحاكمتهم في الجزائر، أو إذا كان سقف التعاون القضائي بين البلدين يسمح بذلك، أم ستتم محاكمتهم في بيروت. وعلى صعيد نفس الملف استدعت السلطات الأمنية عائلات أربعة جزائريين قتلهم الجيش اللبناني خلال مواجهاته المسلحة مع حركة فتح الإسلام، وعرضت عليهم صورا مختلفة لأبنائهم وصورا أخرى لجثثهم بعد مقتلهم، لمقارنتها مع الصور الأصلية التي تملكها العائلات للتأكد من هويتهم، واستكمال إجراءات تسوية وضعيتهم الإدارية العالقة واستخراج شهادات وفاتهم، كما عرضت السلطات الأمنية على عائلات القتلى الجزائريين كامل الوثائق والمستندات التي حصلت عليها من السلطات اللبنانية. وقال جلول بكاوي والد عدلان بكاوي (من مواليد 1983) والذي كان يعرف في صفوف حركة فتح الإسلام بأبي زبيدة الجزائري وقتل في معارك نهر البارد في سبتمبر 2007 ل''الخبر''، إنه استدعي قبل فترة من قبل مصالح الأمن، حيث عرضت عليه صور لجثة ابنه بعد مقتله في نهر البارد، وقال بكاوي إنه سينتقل إلى بيروت لاستعادة جثة ابنه بالتعاون ومساعدة من الصليب الأحمر الدولي، بعد تماطل السلطات الجزائرية في الرد على طلب قدمه قبل أشهر إلى عدد من الهيئات المختصة والوزارات ذات العلاقة لمساعدته على استعادة جثمان ابنه المدفون في مقبرة الغرباء في بيروت والتي تضم أيضا جثامين ثلاثة جزائريين آخرين من عناصر حركة ''فتح الإسلام'' في لبنان. وأكد السيد بكاوي أنه يجري اتصالات مع مكتب الصليب الأحمر الدولي في الجزائر، الذي وافق على تسهيل التنسيق مع مكتب الصليب الأحمر الدولي في بيروت بهدف النظر في الترتيبات التقنية والإدارية الممكنة لنقل جثمان ابنه إلى الجزائر.