لايزال مسلسل اختطاف الأطفال متواصلا، حيث قام مجهولون، مساء الجمعة الماضي، باختطاف الطفلة شرفاوي هجيرة، ذات 14 ربيعا بتيبازة، ولم يظهر لها أثر من يومها، رغم تجند مصالح الدرك الوطني وعائلتها للبحث عنها، لكنهم لم يعثروا إلا على خمارها الأسود وسط الغابة. تعيش عائلة وجيران هجيرة تحت وقع الصدمة بسبب احتفائها الغامض، وهو ما وقفنا عليه في الحي الذي تقيم فيه الفتاة ب''دوار القليل'' في حي عبد الحق بالمخرج الشرقي لبلدية تيبازة بالجهة الجنوبية لشاطئ كوالي. فالجميع كانوا منهكين، بعد يومين من البحث المتواصل عن الفتاة. يروي شقيقها محمد ذو 22 عاما الذي بدا عليه التعب والإنهاك وهو يستعد مرة أخرى رفقة أبناء الجيران لشنّ رحلة بحث أخرى عن شقيقته، قائلا: ''أختي هجيرة لم تكن لها علاقات خارج المنزل سوى مع بنات الجيران فقط، فهي ماكثة بالبيت ولا تغادره إلا نادرا رفقة شقيقتها أو الوالدة''. وواصل محدثنا: ''استغربنا غيابها عن المنزل، فقد غادرت مقاعد الدراسة سنة 2010 في السنة الأولى متوسط بسبب مشكل النقل، كما أنها لا تملك حتى هاتفا نقالا''. وعن تفاصيل اختفاء هجيرة، يذكر محمد: ''خرجت يوم الجمعة للحظة فقط لرمي النفايات المنزلية على بعد 50 مترا عن المنزل، ولم نكتشف غيابها إلا عند الغروب عندما بحثنا عنها عند الجار ولم نجدها''. وبدأت رحلة البحث عن هجيرة وسط الغابة، وكانت مفاجأة العائلة كبيرة عندما عثر على خمارها وسط الغابة على بعد واحد كلم جنوب المنزل. لا مال لدي يساومني عليه الخاطفون رافقنا محمد أحد الأشقاء الخمسة لهجيرة إلى المنزل القصديري المتواضع، حيث كان والدها عمي عبد القادر يعيد سرد تفاصيل اختفاء ابنته لصهره، فيما كان عناصر الدرك يعاينون المكان بحثا عن أدلة قد تقودهم لسبب اختفائها. يقول العم عبد القادر وعلامات التأثر بادية عليه: ''الحمد لله على كل حال.. أنا متأكد أن ابنتي اختطفت قسرا ولم تغادر بمحض إرادتها، لكني فقير ولا أملك شيئا، ليطلب مني المختطفون المال''. الخاطفون تسللوا عبر الغابة وراح الأب وهو يحاول أن يبدو متماسكا يواصل سرد تفاصيل سيناريو اختطاف ابنته، مشيرا إلى أنه كان حينها بصدد رعي الماشية في الجهة الجنوبية للدوار، مشيرا إلى أن الفاعلين لم يتركوا أثرا غير الخمار الأسود لهجيرة وقارورة ماء معدني. وأضاف: ''تسللوا وسط الأحراش والوديان إلى غاية الطريق السريع، ولم يتركوا وراءهم غير خمارها، ولم نكتشف غيابها إلا عند الغروب عندما طلبت من شقيقتها الصغرى أسماء ذات 10 سنوات المناداة عليها من بيت الجيران، لأننا توقعنا أنها موجودة هناك''. صدمة اكتشاف غياب هجيرة خلقت حالة رعب وارتباك في البيت، فعملية البحث عنها تأخرت بسبب إغماء والدتها، وبنبرة متحسرة استطرد الأب: ''لامني الجيران على عدم إبلاغي لهم وقتها حتى يطوّقوا الغابة''. قصة أميرة تتكرر الاختفاء الغامض لهجيرة ليس الوحيد في تيبازة، فسكان عين تفورايت يذكرون مأساة الطفلة أميرة حمزاوي ذات الثلاث سنوات، التي تعرضت للاختطاف ذات يوم جمعة من بداية شهر سبتمبر سنة .2008 واختفت أميرة من أمام منزلها العائلي بمزرعة محي الدين عبد القادر، ليتم العثور عليها بعد عشرة أيام جثة هامدة مرمية بوادٍ غير بعيد عن المنزل، بعد تعرضها للاغتصاب. كما يذكر سكان ''دور ديموشي'' بحي عبد الحق ببلدية تيبازة، تفاصيل اختفاء ''ل.ل'' ذات 18 عاما، والتي اختطفت غير بعيد عن المنزل عندما التحقت بشقيقتها الصغرى لرعي الغنم، حيث تعرضت للضرب على الرأس بعصى من طرف مجهولين قاموا باختطافها ثم اعتدوا عليها، قبل أن تجد نفسها بمنزلها العائلي بعد رحلة عذاب لستة أيام وهي فاقدة للوعي.