يجتاز الفنان الحاج محمد العروسي حاليا وضعا صحيا صعبا،أقعده الفراش، نتيجة معاناته من مرض عضال، ظل يشكو منه منذ مدة، وقد ظهر ليلة أمس على شاشة القناة التلفزيونية الأولى، وهو يتحدث ضمن نشرتها الرئيسية بصعوبة، انطلاقا من بيته. وأوضحت إحدى قريباته، أنه يعاني من داء القلب، ولم يعد بمستطاعه العمل في السهرات، الأمر الذي أدى بالتالي إلى انعدام أي مدخول لديه لمواجهة متطلبات العلاج والمعيشة معا. وكان اخر ظهور له في حفل تكريم العاملين في الإذاعة الجهوية بفاس، الذي جرى مؤخرا، مساهمة منه في الاحتفاء ببعض الرفاق الذين جمعته بهم مسيرة الفن والإعلام. ويعتبر العروسي، المولود سنة 1934بإقليم تاونات، من أسرة فلاحية، رائدا من رواد فن الطقطوقة الجبلية، التي تنتشر بالخصوص في شمال المغرب، واستطاع بموهبته وعصاميته أن ينحت لنفسه مكانة متميزة في المشهد الموسيقي،ماجعل إسمه مشهورا، وأغانيه الشعبية تنتشر على ألسنة محبيه وعشاق صوته، وطريقة عزفه على الكمان، خاصة وأنه يضفي جوا من المرح على أدائه. أنتج منذ دخوله الساحة الفنية أكثر من 500 أغنية، تتناول مواضيعها مختلف المواضيع الوجدانية والوطنية والإنسانية، وتتلمذ على يديه عدد من الفنانين الذين دفع بهم إلى احتراف فن الطقطوقة الجبلية، بعد أن شجعهم، وأطلعهم على قواعده وأصوله، إذ يعتبر العروسي مرجعا مهما من مراجع هذا الطرب الشعبي المغربي الأصيل، وكثيرا ماكان مقصد الباحثين والدارسين. ويطرح الوضع الصحي الحالي للعروسي، شفاه الله، إشكالا عويصا، يتعرض له أغلب الفنانين المغاربة، رغم شهرتهم الطاغية، وهو غياب الضمان الصحي الكفيل بتجنيبهم المعاناة في اخر محطات العمر، بعد مسيرة فنية قد تكون حافلة، ولكنها،رغم ذلك لاتشفع لهم في التطبيب والعلاج،إلا بعد تدخل بعض الجهات...