"الشرق الأوسط: القاهرة: عبد الستار حتيتة كشف السياسي الليبي، الذي كان يشغل موقع الأمين العام لمنظمة العمل العربية، الدكتور إبراهيم قويدر، عن وجود نحو 148 من كبار قيادات العقيد الليبي الراحل معمر القذافي في مصر، قال إنهم يمكن أن ينخرطوا في عمل سياسي سري ضد الثورة الليبية، خاصة أن المعلومات ترجح أنهم يملكون نحو 10 مليارات دولار من أموال ليبيا. وقال قويدر إن العقيد الراحل، معمر القذافي، خصص، قبل مقتله، 28 مليون دولار لمجموعة إرهابيين لتنفيذ اغتيالات بالداخل والخارج، باسم «الانتقام بعد سقوط النظام». ودعا قويدر الليبيين إلى اعتماد مسمى «شرعية الشعب» بدلا من «شرعية الثورة»، قائلا إن مسمى «شرعية الثورة» كان لعبة حكم بها القذافي البلاد 42 عاما، ولا نريد أن نسمعها مرة أخرى. وقلل من خطر الإسلاميين والقبلية في العملية السياسية. وعما إذا كانت المخاوف من أنصار القذافي ما زالت مستمرة مع احتمال قيامهم بعمليات ضد الثورة، قال الدكتور قويدر في تصريحات ل«الشرق الأوسط»، قبيل مغادرته القاهرة في طريقه إلى ليبيا هذا الأسبوع، إن «الخوف من أنصار القذافي قائم»، مشيرا إلى أن مصر يوجد فيها 184 من كبار أنصار القذافي، ممن فروا من ليبيا بعد اقتراب سقوط النظام هناك، وأضاف أن «هؤلاء قد يقومون بالتسبب في قلاقل داخل ليبيا لقربها من مصر، ولذلك ينبغي مراقبتهم»، داعيا إلى مزيد من التنسيق الأمني الليبي - المصري، والحد من أي نشاط سياسي سري ضد الثورة الليبية. وقال قويدر إن ثروات هؤلاء الليبيين من قيادات القذافي في مصر تقدر بنحو 10 مليارات دولار. وأضاف أن هذه أموال الشعب الليبي، واقترح إنشاء هيئة دفاع مشتركة من ليبيين ومصريين لرفع قضايا ضد أنصار القذافي في ليبيا ومصر، لاستعادة أموال الشعب الليبي. وحول ما إذا كان يمكن لأنصار القذافي في ليبيا أو خارجها التسبب في قلاقل ضد الثورة الليبية والحكومة الجديدة، قال الدكتور قويدر إن «مسألة توقع حدوث قلاقل من أنصار القذافي أمر وارد، خاصة إذا علمنا أن القذافي عقد قبل نحو ستة أشهر اجتماعا في باب العزيزية بطرابلس، حضره مجموعة من الإرهابيين العالميين التابعين لما كان يعرف في نظام القذافي ب(المثابة العالمية)، وعرض عليهم في هذا الاجتماع خطة اسمها (خطة الانتقام بعد سقوط النظام)، واحتوت الخطة التي خصص لتنفيذها 28 مليون دولار على القيام بتفجيرات في المدن الليبية والعربية والأوروبية التي ساندت ثورة 17 فبراير». وتابع قويدر موضحا أن تحقيق الأمن في ليبيا «مهم جدا خلال هذه الفترة، وقد يتراءى للبعض أن تحقيقه صعب، خاصة فيما يتعلق بحماية الحدود، لأن ليبيا ذات مساحة شاسعة»، وأضاف أن الاتفاق مع لجنة أصدقاء ليبيا (في مؤتمر عقد في قطر أخيرا) هو الاتفاق الصحيح.. «لا بد من دعم الجهاز الأمني الجديد في ليبيا بأحدث الوسائل التكنولوجية لحفظ الأمن والوطن، إلى أن تستطيع السلطات الليبية الجديدة حماية الأمن من الداخل». وورد اسم قويدر، ضمن أربعة آخرين، كمرشح لرئاسة الحكومة، قبل أن يقوم المجلس الانتقالي بتكليف عبد الرحيم الكيب لهذا المنصب الأسبوع الماضي. وقال قويدر إنه «مؤمن إيمانا كاملا بأن الحكومة الجديدة لا ينبغي أن تضم وزراء عملوا في نظام القذافي، حتى لو كان من بين هؤلاء الوزراء من انحازوا للثورة منذ بدايتها، حتى لا يحدث لليبيين مثلما حدث في تونس ومصر». ودعا قويدر الحكومة الليبية الجديدة لوضع عدة أولويات على جدول أعمالها، منها الأمن وتدريب وإعداد حرس الحدود الليبي، والاهتمام بقضية أسر الشهداء والجرحى.. «خاصة أن أعدادا كبيرة من الجرحى أصبحوا مبتوري الأطراف»، وأن تكون الحكومة «حكومة ثقة»، حتى يطمئن الناس إلى أن هناك وجوها جديدة قادرة على خوض العملية الانتقالية، دون أن نضطر إلى تكرار تجربتي مصر وتونس حين أبقيا على عدد من وزراء النظامين السابقين. وعن إشكالية كتائب الثوار ومظاهر التسلح في ليبيا، قال قويدر إنه لا أحد ينكر أن جهد الثوار كان مكملا لثورة الشعب، واستطرد قائلا إن هذه الحالة الثورية من السهل تداركها، مقترحا على الحكام الجدد إعطاء فرصة للثوار ليكون لهم رأي في تشكيل وزارة الدفاع، وأضاف: «أقترح أن يتم الاجتماع برؤساء المجالس العسكرية في ليبيا، وأن يقوموا هم بأنفسهم باختيار الشخص المناسب لتولي وزارة الدفاع ونواب وزير الدفاع.