سعى مرشح الحزب الاشتراكي الفرنسي للرئاسة فرنسوا هولاند إلى استمالة أصوات مواطنيه من أصول جزائرية، بإعلان «التضامن» مع ضحايا «مجزرة باريس» التي نفذتها السلطات الفرنسية ضد مهاجرين جزائريين في العام 1961. وفي أول نشاط له بعد ساعات من اختياره مرشحاً لحزبه في الانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل، زار هولاند أمس مسرح تلك الأحداث، لمناسبة ذكراها الخمسين، ما اعتبر في الجزائر رسالة ضمنية بأنه «مستعد لطي صفحة ساركوزي التي عرفت أسوأ العلاقات»، خصوصاً بسبب رفض باريس التعاطي مع مطلبي «الاعتراف بجرائم الماضي الاستعماري والاعتذار عنها». وفاجأ هولاند السلطات الجزائرية بتوجهه إلى جسر كليشي في باريس، حيث كان وزير الجالية الجزائري حليم بن عطاالله يشارك في إحياء ذكرى المجزرة، وألقى المرشح الفرنسي باقة ورود في مصب نهر السين حيث قُتل مئات الجزائريين بيد الشرطة. ونُقل عنه قوله: «أنا متضامن مع أقارب ضحايا القمع والقتل الجزائريين». وأضاف: «أريد أن أكون وفياً لوعودي التي قطعتها. جئت لأشهد على تضامني مع أبناء تلك العائلات التي تألمت». وكانت مدينة نانتير في منطقة باريس شهدت أول من أمس تدشين «شارع 17 أكتوبر 1961» لمناسبة الذكرى الخمسين للمجزرة، في المكان نفسه الذي كان يتواجد فيه حي صفيح كان يعيش فيه حوالى 20 ألف جزائري في ظروف مزرية وكان عرضة لمداهمات عنيفة من قبل الشرطة. وشارك في التدشين الوزير بن عطا الله وعمدة نانتير وعائلات ضحايا. ويحظى هولاند بصداقات كثيرة مع مسؤولين جزائريين. وهو استبق الانتخابات الرئاسية بزيارة للجزائر في كانون الأول (ديسمبر) الماضي أجرى خلالها لقاءات مع رئيس مجلس الأمة عبدالقادر بن صالح ورئيس المجلس الشعبي الوطني (البرلمان) عبدالعزيز زياري والأمين العام لجبهة التحرير الوطني عبدالعزيز بلخادم.