بدا أن الازمة السعودية القطرية في طريقها إلى مزيد من التأزم، فبعد أيام على خطوة سحب كل من الرياض وابو ظبي والمنامة سفراءها من الدوحة، أمرت وزارة الثقافة والإعلام السعودية، أمس الأول، الصحافيين السعوديين بالانسحاب من وسائل الإعلام القطرية، التي يعملون فيها، حسبما أكد العديد منهم عبر تغريدات نشروها في مواقع التواصل الاجتماعي. وبالأمس، دخل بيان وزارة الداخلية السعودية الصادر يوم الجمعة الماضي، والخاص بمعاقبة المنخرطين في جماعات «إرهابية»، أو المتورطين في أي من «الجرائم» التي نص عليها القرار المذكور، حيز التنفيذ. وبحسب وزارة الداخلية، فإن من يرتكب أي الأعمال التي تضمنها البيان - والتي تتراوح بين الانتماء إلى جماعات «إرهابية» من بينها «الإخوان المسلمون» و«جبهة النصرة» وتنظيم «داعش»، وبين ارتكاب أعمال عدائية ضد المملكة والخروج عن البيعة - ستتم محاسبته على كافة تجاوزاته السابقة، واللاحقة. وفي إطار التوتر القائم بين الرياضوالدوحة، ذكر كتّاب سعوديون، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أنهم توقفوا عن العمل مع الإعلام القطري بناء على طلب من وزارة الثقافة والإعلام السعودية. وذكرت الكاتبة السعودية في صحيفة «العرب» القطرية سمر المقرن، عبر حسابها على موقع «تويتر» أن «وزارة الثقافة والإعلام أصدرت قراراً بسحب كل الأقلام السعودية من صحافة قطر». وكانت المقرن ذكرت في وقت سابق أنها تلقت، يوم الجمعة الماضي، خطاباً من صحيفة «العرب» القطرية يفيد بالاستغناء عن خدماتها، وعزت ذلك إلى «اختلاف في التوجهات» بينها وبين الجريدة. بدورها، أعلنت صحيفة «العرب» أن الكاتبين السعوديين صالح الشيحي وأحمد بن راشد آل سعيد اعتذرا عن عدم الاستمرار في الكتابة في الصحيفة، تنفيذاً لتوجيه من وزارة الإعلام السعودية بعدم الكتابة في الصحف القطرية. وأضافت أن كتاباً سعوديين آخرين أعلنوا توقفهم عن الكتابة في الصحافة القطرية بناء على توجيه من السلطات السعودية. بدوره، كتب الكاتب والمفكر الإسلامي مهنا الحبيل، في تغريدة عبر حسابه الرسمي في موقع «تويتر»: «تلقيت اتصالاً من نائب وزير الاعلام د. عبد الله الجاسر أبلغني فيه بأسلوب محترم عن صدور قرار قيادي بوقف كتابتي في قطر»، مضيفاً «إني إذ التزم بالقرار المؤسف وتداعيات الخلافات التي تمزق الخليج العربي لأتمنى أن يزول الخلاف ويتوحد الخليج لمصالحه». إلى ذلك، أعلن المعلقان الرياضيان الإماراتيان علي سعيد الكعبي وفارس عوض استقالاتهما من قنوات «بي إن سبورتس» القطرية («الجزيرة الرياضية» سابقاً). وأكد المعلقان الاستقالة في بيان مقتضب عبر حسابهما على «تويتر»، من دون ذكر الأسباب الحقيقية لذلك. وكتب الكعبي ان «10 سنوات من العمل المهني الاحترافي الحقيقي ستبقى في قلبي الى الابد وداعا لكل الزملاء في بي ان سبورتس»، فيما كتب عوض: «انهيت تعاوني مع قنوات بي ان سبورتس، اشكر القائمين عليها وكل الاشقاء الذين وجدت منهم كل محبة وتقدير». كما قدم الإماراتيان سلطان راشد وحسن الجسمي اللذان يعملان في قناتي «بي إن سبورتس» و«الدوري والكأس» استقالتهما أيضاً.