أفاد عبد الله جاب الله، رئيس جبهة العدالة والتنمية، أنه لا يستغرب العدد الكبير من الأشخاص الذين سحبوا من وزارة الداخلية مطبوعات الترشح لانتخابات الرئاسة، "بل إنني أتوقع أن يتضاعف العدد في الأيام المقبلة. ولكن الغرابة أن يتمكّن الاستبداد من نفوس الكثيرين وخاصة ممن يسمون النخب". وقال جاب الله ل"الخبر" إن الإقبال الكبير على سحب استمارات الترشح، في الساعات الأولى لفتح باب الترشح للرئاسيات المقبلة "ليس دليلا على أن الوضع صحي ولا إيجابي، بل هو الفساد بكل مظاهره وصوره في السياسة والأخلاق والاقتصاد. وكما يقول المثل العربي: رحم الله امرأ عرف حق قدره. فالكثير من هؤلاء يطلبون الدنيا التي أصبحت محركهم". وأوضح جاب الله أن "عملية التغيير لازالت بعيدة وكل المؤشرات تفيد بأن البلاد ستبقى تعاني من الفساد". أما عن حالة الترقب بخصوص ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لعهدة رابعة، أو اكتفائه ب15 سنة من ممارسة السلطة، فقال رئيس "العدالة": "رأيي في بوتفليقة قلته في 1999.. هذا الرجل لن يمنعه من الترشح والبقاء في الحكم إلا قهر المرض. سيظل في السلطة إلا عندما يصل إلى مرحلة يعجز فيها عن الكلام، ولكن مادام يتكلم ويتحرك ولو بصعوبة، فسيطلب لنفسه فترة رئاسية رابعة". غير أن مرشح انتخابات 2004، يرى أن "المشكل لا يكمن في بوتفليقة وإنما في نظام الحكم، فالانتخابات ستخضع للتزوير في كل الأحوال سواء ترشح بوتفليقة أو شخص آخر من أولياء الحكم. واعتقادي أن زمن الانتخابات الحرة والنزيهة لا يزال بعيدا". وانتقد جاب الله ما أسماه "النخب السياسية"، قائلا: "لو أنها تحملت مسؤولياتها لكانت مارست الضغط على السلطة لسحب تنظيم الانتخابات من وزارة الداخلية. صحيح أنها رفعت هذا الطلب ولكن لم تتبعه بالضغط ويعود ذلك إلى تشتتها وعجزها عن أن تجتمع على رأي واحد". ويقصد جاب الله مجموعة الأحزاب التي عقدت لقاءات في الأيام الأخيرة، وطرحت مطالب أهمها إبعاد وزارة الداخلية من العملية الانتخابية وتعويضها بلجنة تتكون من شخصيات مستقلة. ورفض الوزير الطيب بلعيز هذا الطلب، وتعهد بضمان شروط نزاهة الاستحقاق. وقد اقترح جاب الله، في وقت سابق، على الطبقة السياسية عدم تقديم مرشحين للانتخابات الرئاسية المقبلة، "حتى يبقى بوتفليقة مرشحا وحيدا". وقال إن المشاركة في الاستحقاق "في ضوء المعطيات الحالية تكرّس الرداءة وتشجّع التجاوزات من طرف السلطة، ولن تخدم بناء الديمقراطية". وأوضح رئيس جبهة العدالة، مبديا استياء من الوضع الذي يجري فيه التحضير للانتخابات، أن النظام "وضع يده على معظم وسائل الإعلام والكتابات والصحفيين، ولديه القدرة على شراء الذمم بالمال والمناصب. وفي مثل هذه الأجواء التي لا تبشّر بالتغيير، لا أرى سبيلا آخر للمعارضة إلا أن تقاطع الانتخابات وتسعى لإقناع الشعب بأهمية المقاطعة. أما الدعوة إلى المشاركة في الاستحقاق، فستعطي شرعية للتزوير".