مثل المسلسلات التركية، يبدو أن حكاية الرئيس الفرنسي المضغوط، مثل «الساندويتش»، أي «الكامخ بين الشاطر والمشطور» حسب الترجمة العربية للمفردة، ستتواصل حلقاتها لأيام طويلة مقبلة، طالما أن الفضول ما زال يخيم عليها، والفرنسيين ينتظرون ما سيسفر عنه تأرجح قلب رئيسهم الذي يؤمن بالاشتراكية ويطبقها. هذا الأسبوع، صدر عدد «كلوزر»، المجلة التي فجرت الفضيحة، ليمنح القراء جرعة إضافية من التشويق. فالمجلة الشعبية المملوكة لمجموعة «مونداتوري» الإيطالية باعت من عددها الماضي نحوا من 600 ألف نسخة، أي ضعف توزيعها الاعتيادي. أما مصورها سيباستيان فالييلا، فلم يؤكد ولم ينفِ خبر تلقيه مبلغ 75 ألف يورو مقابل الصور التي شكلت السبق الصحافي، بينما قال العارفون ببورصة الصور الفضائحية إنه لم يتلق أكثر من 40 ألفا، لأن الصور ذهبت إلى «كلوزر» مباشرة، ولم تخضع للمزايدة بين المجلات الشعبية. في مقابلة مع «الموند»، كشف فالييلا أنه التقط خيط الحكاية بينما كان جالسا في شرفة مقهى «فلور» في حي سان جيرمان، قبل أيام من التقاط الصور، ولاحظ توقف سيارة تابعة للرئاسة، جاءت لنقل الممثلة جولي غاييه التي كانت موجودة في المقهى. وفي الوقت ذاته، كانت لورنس بيو مديرة تحرير «كلوزر» قد عرفت، مثل غيرها من محرري الصحف الشعبية، بالكلام الذي يدور في الأوساط المغلقة عن علاقة هولاند بجولي، لكن أحدا لم يكن يملك الدليل. لكن ما أعطاها الضوء الأخضر هو الإشارة العابرة التي صدرت عن مقدم برنامج «النشرة الكبرى» في تلفزيون «كانال بلوس» حين استضاف الممثلة، وسألها: «أين أنت الآن.. أما زلتِ مؤيدة لهولاند؟». وضحكت جولي بينما كان أحد المشاركين في البرنامج يلمح إلى العلاقة. أعطت مديرة التحرير تعليماتها للمصور بتتبع الخيط والعودة بالخبر اليقين. إنه محترف يبلغ من العمر 41 عاما، يتحدر من عائلة معروفة ويهوى مهنة «الباباراتزي»، وسبق له أن التقط الصور التي نشرتها «باري مالتش»، عام 1994، وكشفت سر مازارين، الابنة غير الشرعية للرئيس الأسبق ميتران. ويقول المصور إنه لم يبذل جهدا كبيرا ولم يضطر لاستئجار شقة تطل على العمارة التي تقيم فيها جولي غاييه، في 5 شارع «السيرك»، قرب القصر الرئاسي، بل رصدها من نافذة في سلالم المبنى المقابل. ولم يتأخر الصيد في الحضور، وانطلقت العدسة المقربة تؤدي مهمتها. متى سيوضح هولاند خاتمة المسلسل؟ لقد عابت عليه الأوساط النسائية خيانته للمرأة، التي وقفت معه واستفاد من مشورتها وهو في معركته الرئاسية. كما أخذت عليه أنه لم يكلف نفسه عناء زيارتها في مستشفى «لابيتييه» حيث ترقد منذ أسبوع بسبب الصدمة، وما زالت في حالة من الإعياء بحيث لا تستطيع الوقوف على قدميها. لكن إذاعة «إر تي إل» ذكرت أن الرئيس ممنوع من عيادة شريكة حياته بأمر من الأطباء المعالجين الذي يقطعون مرضى الانهيار العصبي عن المحيط، الذي تسبب في صدمتهم. وجاء في الخبر أن هولاند دائم الاتصال بالأطباء، وتردد أنه أرسل باقة من الأزهار إلى فاليري تريرفيلر. إن حمى الشائعات في ارتفاع مع حلول الموعد الأسبوعي لصدور المجلات الشعبية. ففي حين نفت جولي غاييه ما تردد، على الإنترنت، من أنها حامل، دخلت مجلة «فواسي» على الخط، وذكرت أن الرئيس استعان بشريكته السابقة ووالدة أبنائه الأربعة، سيغولين روايال، لتكون وسيطة بين الشريكة اللاحقة فاليري والعشيقة الجديدة جولي. وجاء في التفاصيل أن فاليري كانت قد بادرت إلى مهاتفة سيغولين طالبة النجدة، بعد أن شعرت بأن الرئيس يتسرب منها إلى غيرها. في انتظار انجلاء الموقف، تأكد الفرنسيون من أن العشيقة تتمتع بحماية عنصر يُفترض بأنه من أمن الرئاسة، الأمر الذي راح يستغله خصوم هولاند للتنديد بالنفقات، التي يتحملها دافع الضرائب، والتي تذهب لرعاية نساء لا يربطهن بالرئيس عقد زواج شرعي. وزاد في الطين بلة ما جاء في عدد أمس من «كلوزر»، من أن حكاية هولاند وجولي بدأت قبل سنتين، عندما قدمت له الدعم في حملته الانتخابية عام 2011. وقد شوهدا معا يشتريان لوازم الطعام من سوق للخضراوات في بلدة «تول»، المعقل الانتخابي للرئيس، أمام أنظار الجميع. كما حضر الاثنان حفلة لأوليفيا رويز، المغنية التي ترتبط بصداقة مع جولي. وأضافت المجلة أن العاشقين يلتقيان في شقة ثانية، غير شقة باريس، تقع غرب العاصمة، وأنه رفض مرافقة شريكة حياته في الإجازة التي أمضتها، الصيف الماضي، في اليونان، ليتفرغ لغرامه الجديد. تبقى الإشارة إلى أن جولي غاييه تطالب «كلوزر» بتعويض قدره 50 ألف يورو، وأربعة لآلاف إضافية لنفقات التقاضي، مع نشر الحكم عند صدوره على مساحة النصف من غلاف المجلة.