لوّح وزير النفط والغاز الليبي الدكتور عبد الباري العروسي باستخدام القوة في حال فشل المفاوضات لفك الحصار الذي تفرضه مجموعة مسلحة على منشآت التصدير في شرق البلاد. وقال العروسي ل «الحياة» على هامش مشاركته في اجتماع وزراء منظمة الأقطار العربية المصدرة للنفط (أوابك) في الدوحة أمس: «نسعى كحكومة الى حل هذه المشكلة بالطرق كافة، وكل الخيارات مفتوحة». وأضاف: تواصلنا مع الأخوة المعتصمين الذين اغلقوا الموانئ، وفندنا اتهاماتهم للحكومة (بسوء استخدام العائدات)، وقلنا لهم إن أي شخص له رؤية فيمكنه في النظام الديموقراطي أن يلجأ الى صناديق الانتخابات ليختار الشعب من يريد». وأشار الى ان «الخيار الثاني لحل مشكلة اغلاق اربعة موانئ هو استخدام القوة العسكرية». وأكد ان «هذا الخيار موجود لدى رئيس الوزراء (علي زيدان) ووزير الدفاع»، و «نتمنى ألا نلجأ اليه». وشدد الوزير الليبي على أن إغلاق مؤانئ تصدير النفط «أثر تأثيراً كبيراً وسلبياً على الاقتصاد» في بلاده، وأدى الى خفض انتاج ليبيا من النفط من 1.6 مليون برميل يومياً الى 250 ألفاً، لكنه توقع أن تعود ليبيا قريباً الى انتاج مليون برميل (بعد فك الحصار)، على ان تعود ليبيا الى انتاجها المعهود لاحقاً، لافتاً الى ان الحكومة «تطمح الى انتاج مليوني برميل يومياً، لكن ذلك يحتاج الى استقرار وحفر المزيد من الآبار وإصلاح حقول وموانئ». في غضون ذلك، أعلنت الحكومة الليبية حداداً وطنياً لمدة ثلاثة ايام وتأجيل الاحتفالات في ذكرى الاستقلال غداً الثلثاء، بعد «مقتل 13 جندياً ليبياً بتفجير انتحاري بشاحنة مفخخة في بوابة برسس» شرق بنغازي، كما أوردت في بيان. وأفادت مصادر أمنية ان الشاحنة المفخخة من طراز «تويوتا» وان انفجارها ادى الى سقوط ثلاثين جريحاً، بعضهم اصاباته خطرة. وتضاربت حصيلة القتلى والجرحى بسبب نقل الضحايا الى مستشفيات مختلفة في بنغازي التي تشهد موجة تفجيرات واغتيالات. وهذه المرة الأولى التي يقدم انتحاري على تفجير يستهدف تجمعاً عسكرياً ومدنياً، وتلك البوابة المستهدفة والتي تبعد 50 كيلومتراً شرق بنغازي، هي عبارة عن حاجز الجيش تصطف امامه السيارات لتفتيشها والتدقيق بالهويات. واعتبرت الحكومة في بيان أصدرته امس، أن «هذا العمل الإرهابي والجبان محاولة لعرقلة الجهود التي تبذلها في بناء الجيش ونشر قوات الصاعقة في بنغازي للمحافظة على أمنها واستقرارها». ورأت الحكومة في بيانها «إن مثل هذه الأعمال الإرهابية المروعة لن تنال من عضد الشعب الليبي ولن تثنيه عن بناء دولة القانون والعدالة وإعادة بناء الجيش والشرطة». وأشار البيان الى تأجيل الاحتفالات بالذكرى ال62 للاستقلال، غداً الثلثاء الذي يصادف ال 24 من كانون الاول (ديسمبر).