خبراء يكشفون دلالات زيارة الرئيس الصيني للمغرب ويؤكدون اقتراب بكين من الاعتراف بمغربية الصحراء    تخليد الذكرى ال 60 لتشييد المسجد الكبير بدكار السنغالية    بعد صدور مذكرتي اعتقال نتنياهو وغالان.. الرباط مطالبة بإعادة النظر في علاقاتها مع إسرائيل    قلق متزايد بشأن مصير بوعلام صنصال    ضربة عنيفة في ضاحية بيروت الجنوبية    رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم: "فخور للغاية" بدور المغرب في تطور كرة القدم بإفريقيا    "السردية التاريخية الوطنية" توضع على طاولة تشريح أكاديميّين مغاربة    بعد سنوات من الحزن .. فرقة "لينكن بارك" تعود إلى الساحة بألبوم جديد    عندما تتطاول الظلال على الأهرام: عبث تنظيم الصحافة الرياضية        طقس السبت.. بارد في المرتفعات وهبات ريال قوية بالجنوب وسوس    كيوسك السبت | تقرير يكشف تعرض 4535 امرأة للعنف خلال سنة واحدة فقط    الموت يفجع الفنانة المصرية مي عزالدين    وسيط المملكة يستضيف لأول مرة اجتماعات مجلس إدارة المعهد الدولي للأمبودسمان    كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة    غارات إسرائيلية تخلف 19 قتيلا في غزة    بنسعيد: المسرح قلب الثقافة النابض وأداة دبلوماسية لتصدير الثقافة المغربية    موكوينا: سيطرنا على "مباراة الديربي"    موتسيبي يتوقع نجاح "كان السيدات"    الصويرة تستضيف اليوم الوطني السادس لفائدة النزيلات    مهرجان "أجيال" بالدوحة يقرب الجمهور من أجواء أفلام "صنع في المغرب"    ضمنهم موظفين.. اعتقال 22 شخصاً متورطين في شبكة تزوير وثائق تعشير سيارات مسروقة    افتتاح أول مصنع لمجموعة MP Industry في طنجة المتوسط    صادرات الصناعة التقليدية تتجاوز 922 مليون درهم وأمريكا تزيح أوروبا من الصدارة        الرئيس الصيني يضع المغرب على قائمة الشركاء الاستراتيجيين    الإكوادور تغلق "ممثلية البوليساريو".. وتطالب الانفصاليين بمغادرة البلاد    خبراء: التعاون الأمني المغربي الإسباني يصد التهديد الإرهابي بضفتي المتوسط    المغرب التطواني يُخصص منحة مالية للاعبيه للفوز على اتحاد طنجة    حكيمي لن يغادر حديقة الأمراء    المحكمة توزع 12 سنة سجنا على المتهمين في قضية التحرش بفتاة في طنجة    من العاصمة .. إخفاقات الحكومة وخطاياها        مجلس المنافسة يفرض غرامة ثقيلة على شركة الأدوية الأميركية العملاقة "فياتريس"    مندوبية التخطيط :انخفاض الاسعار بالحسيمة خلال شهر اكتوبر الماضي    لتعزيز الخدمات الصحية للقرب لفائدة ساكنة المناطق المعرضة لآثار موجات البرد: انطلاق عملية 'رعاية 2024-2025'    هذا ما قررته المحكمة في قضية رئيس جهة الشرق بعيوي    "أطاك": اعتقال مناهضي التطبيع يجسد خنقا لحرية التعبير وتضييقا للأصوات المعارضة    مجلس الحكومة يصادق على تعيين إطار ينحدر من الجديدة مديرا للمكتب الوطني المغربي للسياحة    المحكمة الجنائية الدولية تنتصر للفلسطينيين وتصدر أوامر اعتقال ضد نتنياهو ووزير حربه السابق    طبيب ينبه المغاربة لمخاطر الأنفلونزا الموسمية ويؤكد على أهمية التلقيح    توقعات أحوال الطقس غدا السبت    الأنفلونزا الموسمية: خطورتها وسبل الوقاية في ضوء توجيهات د. الطيب حمضي    الخطوط الملكية المغربية وشركة الطيران "GOL Linhas Aéreas" تبرمان اتفاقية لتقاسم الرموز    خليل حاوي : انتحار بِطَعْمِ الشعر    الغربة والتغريب..    مشروع قانون جديد لحماية التراث في المغرب: تعزيز التشريعات وصون الهوية الثقافية    "سيمو بلدي" يطرح عمله الجديد "جايا ندمانة" -فيديو-    بتعليمات ملكية.. ولي العهد يستقبل رئيس الصين بالدار البيضاء    بنما تقرر تعليق علاقاتها الدبلوماسية مع "الجمهورية الصحراوية" الوهمية    القانون المالي لا يحل جميع المشاكل المطروحة بالمغرب    لَنْ أقْتَلِعَ حُنْجُرَتِي وَلَوْ لِلْغِناءْ !    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    تشكل مادة "الأكريلاميد" يهدد الناس بالأمراض السرطانية    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تقرير حول أول أطروحة جامعية حول الحياة الثقافية والأدبية بمدينة اصيلا
نشر في العرائش أنفو يوم 19 - 11 - 2024

نُوقِشت بآداب تطوان يوم الثلاثاء 16 جمادى الأولى 1446 ه – 19 نوفمبر 2024م، أطروحة جامعية للطالبة الباحثة شروق المليحي في موضوع: "الْحَركةُ الثقافيةُ والأدبيةِ بمدينة أصيلا19702017″بِإِشْرَافِ الْأُسْتَاذِ الدكتور أَحْمَدَ بوعودوعضوية الأساتذة الدكاترة: أحمد هاشم الريسوني، مصطفى بوجمعة، يحيى بن الوليد، سعاد الناصر. وبعد المناقشة العلمية مُنِحت للطالبة شروق المليحيشهادة الدكتوراه في الآداب بميزة مشرف جداً مع التوصية بالطبع وهذا نص تقرير الطالبة الباحثة:
بِسْمِ اللَّه الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى أَشْرَفِ الْمُرْسَلِينَ وَعَلَى آلِهِ وَصَحِبَهِ أَجْمَعِينَ .
الْحَمْدُ للهِ وكفَى، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى سَيِّدِنَا محمدٍ النَّبِيّ الْمُصْطَفَى وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ الَّذِينَ اجْتَبَى.
وَبعْدُ،
السادةُ أعضاءُ الّلجنةِ العلميةِ المُوقّرةِ
الحضورُ الكريمُ
السلامُ عليكمْ ورحمةُ الله وبركاتُه.
أَحْمَدُ اللَّهَ عَلَى مِنّتِه وَفَضْلِهْ بِأَنْ يَسَّرَ لِي وَأَنْعَمَ عَلَيَّ بِالْوُقُوفِ أَمَامَكُمْ الْيَوْمَ في رِحَابِ هَذِهِ الْكُلِّيةِ الْعَامِرَةِ، لأُقدِّمَ تَقْرِيرًا عَنْ أطروحتِي الْمَوْسُومَةِ ب "الحركةِ الثقافيةِ والأدبيةِ بمدينة أصيلا 19702017" بِإِشْرَافِ الْأُسْتَاذِ الدكتور أَحْمَدَ بوعود.
وأَتَوَجَّهُ بِالشُّكْرِ وَالتَّقْدِير لمَنْ كَانَ لهُم الْفَضْلُ بَعْدَ الْمَوْلَى جَلَّ عُلَاهُ في إنْجَازِ هَذِهِ الأطروحةِ عَسَى أنْ أُوَفِّيَهُمْ بَعْضَ حَقِّهِمْ وَعَلَى رَأْسَهِمْ فضيلة الدكتورُ عَبْدُ اللَّطِيفِ شهبون؛ الَّذِي كَانَ لي مُوَجِّهاً وَمُعِيناً جَزَاهُ اللَّهُ وَمَتَّعَهُ بِالصِّحَّةِ وَالْعَافِيَةَ..
وَالْأُسْتَاذُ الدكتور أَحْمَدُبوعود عَلَى تَبَنِّيهِ هَذَا الْعَمَل علمياً وتوْجيهياً وَالْإِشْرَافِ عَلَيْهِ إشرافا تاماً؛ ناصِحًا ومُرْشِداً ومُوجِّهاًومُعيناً ومُيَسِّراًمنذُ أن كان بذْرةً حتى اسْتوى على صِيغتِه.
وَالشُّكْرُ للأستاذِ الدكتورِأحمد هاشم الريسونيعلى جميلِ ما قدمهُ من دُروسٍتأطيريةٍ وحَلْقاتٍ عِلميةٍ، فضْلاً عنْ مُشاركَتهِ في عُضْوية هذهِ المناقشة العلميةِ
وَالْأُسْتَاذُ الدكتورُمصطفى بوجمعة على ما أسداه من خدماتٍ علمية في هذهِ المناقشة.
وَالْأُسْتَاذُ الدكتورُيحيى بن الوليدنموذجُ الباحثِ الدّقيقِ والموَجِّه الديداكتيكي الرّفيع.
وَالْأُسْتَاذة الدكتورة سعاد الناصر باركَ اللهُ في كُلِّ أعْمَالِها
شُكراً لهذا اللَّفيفِ العِلْمِّي المُبارَكِ عَلَى قَبُولِهِ الْمُشَارَكَةَ في مُناقشَةِأطرُوحتيوالشُّكْرُ مُمْتدٌ على ما قدّموهُ وسيُقدِّمونَهُ من مُلاحظاتٍ بُغْيَةَالتَّجْوِيدِ والتّنقِيح.
وهذا تقريرٌ عامٌ حول أطروحتِي:
تمهِيدٌ
حقّقَتِ الحَركةُ الثقافيةُ والأدبيةُ بالمغربِ في العُقودِ الأخيرة ِتراكُمًا كبيرًا على مُستوى الإنتاجِ كمًا وكيْفًا؛ لتأثّرهِ بالآداب: الغربيَّةِ والعربيَّةِترجمةًوقراءةًواطِّلاعًا. وَقَدَ تَنَاوَلَ هَذَا الأدبُ تِيماتٍعِدَّةًمتُنوّعةًوَقَضَايَا مُتَشَعِّبةً، تَتَجَاوَزُ بِذَلِكَ ما هُوَ ذَاتِيٌّ وَمَحَلِّيٌ، كَمَا كَانَتِ الْحَرَكَةُالثقافيةُ والأدبيةُ في أَصِيلًا متنوعةً في طُرُقِ الْبِنَاءِ، وَاسْتِغْلَالٍ التقنياتِالْأَدَبِيَّةِ الْحَدِيثَةِ.
وَعَلَى الرَّغْمِمن ْكَثْرَةٍ الْإِنْتَاجِ الأدبي الْمَغْرِبِيِّ ، فإنه ما تَزَالُ الدِّراساتُ النقديَّةُقَلِيلَةًمُقارَنةًبِهَذَا الْكَمِّ الْكَبِيرِ من الإبداعاتِالْأَدَبِيَّةِ الَّتِي يصعُبُالْإِحَاطَةَ بِهَا جَمِيعَهَا ، كَمَا تَفْتَقِرُ المكتباتُالْمَغْرِبِيَّةُ إِلَى دِراساتٍنَقديَّةٍحَدِيثَةٍعنِ المشْهَد الثّقافِيّ والأدَبيِّالْأَصِيلِيّ.
إنّ السَّاحَةُ النقديَّة في حَاجَةٍ إِلَى الِاهْتِمَامِ بازدهار الثقافةِ الْأَدَبِيَّةِ بأصيلا، وَالْأَعْمَالِ الْأَدَبِيَّةِ الَّتِي أَنْجَزَهَا أُدَبَاءَ الْمَدِينَةِ ومُثقفُوها، وَمَنْ كَانَ لهم اتِّصَالٌ بدوائرها الثقافية وَالْعَلَمِيَّةِ ؛ حَيْثُ إنّ الْمَشْهَدِ الأدبي في أَصِيلًا حَظِّي ، في الْإِبْدَاعُ الْمَغْرِبِيِّ ، بِحُضُورٍ قَوِيٍّ ومتنوعٍ وثَرِيٍ؛ مما يدعو إِلَى تَخْصِيصِ دِرَاسَةُ للحركة الثقافية والأدبية في أَصِيلًا ، وَتَحْلِيلِ أَعْمَالِ أدبائها ومثقفيها من شُعَرَاءُ وفنانين ومؤرخين ومفكرين ومسرحيين وقصّاصين وروائيين وحكائيينوَغَيْرهمْ .. وَإِبْرَازٍ الْمُظَاهِرِ الثقافية والأدبية الَّتِي خلدت الْمُصَنَّفَاتِ الإبداعية والدراسات الْأَدَبِيَّةِ .
تَنَاوَلْتُ موضوعَ: (الْحَرَكَةِ الثقافيةِ والأدبيةِ بِمَدِينَةِ أَصِيلَا : 1970و2017، مُرَكِّزةً عَلَى أَهَمِّ الدّراساتِ .
رَاوَدَتْنِي فِكرةُ الْبَحْثِ في هَذَا الْمَوْضُوعِ لاعتقادي بِأَنَّ تاريخَنا الثقافيَّ لا تَكْتَمِلُ حَلْقاتُه إلَّا بِأَبْحَاثٍ ودراساتٍ تَعْمَلُ عَلَى إبْرَازِ الْمظَاهِرِ الثَّقافيةِ والأدبيةِ الَّتِي خلّدتِ الْمُصَنَّفَاتِ الإبداعيةَ والدراساتِ الْأَدَبِيَّةَ .
ازدهرَ النَّشَاطُ الثَّقافيُ في أَصِيلًا في شَتَّى الميادِين والْعُصُورِ ، لهذا كَانَ من الْوَاجِبِ الْعِنَايَةُ بتسجيل تِلْكَ الْمُظَاهِرِ الثقافيةِ والأدبيةِ وَالْعِلمِيةَ وَتَوْثِيقهَا لرَبْط الْحَاضِرِ بِالْمَاضي؛ خُصوصا إِذَا عَلِمْنَا أنَّ إهْمَالَ الْبَحْثِ فيها يُعرِّضُها للضياع الَّذِي ينتجُ عَنْهُ جَهْلٌ بمَجهودات آَبَائِنَا وَأَسْلَافِنَا في الْمَيْدَانِ الْفِكْرِيِّ والأدبي. لِذا فتتبُّع حركيةِ التَّأْلِيفِ وَالْإِبْدَاعِ في أَصِيلًا يجْعلُنا نُحَصِّلُ عَلَى رَصيدٍ عِلْمِيٍّ مُهِمٍّ، مع الْعِلْمِ أنَّ أَصِيلًا قامتْ بِأدوارٍ كَبِيرةٍ في الْحَرَكَةِ الوطنية ؛ حيث كَانَتْ تضُمُّ الْعَدِيدِ منَ الْأَحْرَارِ الَّذِينَ أَعْلَنُوا تمَسُّكَهم بِوَحْدَةِ الْمَغْرِبِ وَحُرِّيَّتِهِ وَاسْتِقْلَالِهِ ، وقاوَموا الاحْتلاَليْنِ الإسبانيَّ والفرنسيَّ .
– أهميَّة الأطروحة ودوافعُها:
ليس من السَّهْلِ دِرَاسَةُ الْحَرَكَةِ الثقافية والأدبية في أَصِيلًا الْحَدِيثَةِ دِرَاسَةً عِلْمِيَّةً منظمةً ومتكاملةً؛ فلقد اعْتَنَى هَذَا الْعَمَلُ بِتَحْلِيلِ الْخَلْفِيَّةِ الثقافيةِ والأدبيةِبأصيلا من الِاسْتِقْلَالِ إِلَى يوْمهِ وَتَحْدِيدًا بيْنَ 1970إلى 2017م.
وَمِنْ هُنَا ، تَنْصَبُّ هَذِهِ الدِّرَاسَةُ عَلَى الثقافةِ والأَدبِ في مدينة أَصِيلًا وَفْق دِرَاسَةٍتصْنيفيةٍ، تَنَاوَلْتُ فيها الْجَوَانِبَ التَّارِيخِيَّةَوالثقافيةَوَالْعِلْمِيَّةَ، وَذَكَرْتُمجموعةً من الْمَجَالِسِ والنّدوات الْعِلْمِيَّةِ وَالْعُلَمَاءَ الَّذِينَ زارُوها وَنَزَلُوا بِهَا وكانَ لهُمْتَأْثِيرٌثقافيٌ وأدبيٌ. وَمِنْ ثَمَّ ، فالحقيقةُالْأَدَبِيَّةُلها طَبِيعَتُهَا الْخَاصَّةُ ومنهجُها الْخَاصُّ. وبالتالي، فهي ليست سِوَى تَفْسِيرٍ عَامٍّيُمكِنُالِاطْمِئْنَانُ إلَيْهِ في حُدُودٍمُعَيّنةٍ؛ فالبحثُ الأدبيُّ لا يُواجِهُظَوَاهِرَ كَمِّيَّةًمادِّيةًتُقَاسُ بِالزَّمَانِ وَالْمَكَانِ وَالْكَثَافَةِ.
وما يُميّزُهَذَا الْبَحْثَ أَنَّهُ محاوَلةُتَتَبُّعِ الظَّوَاهِرِ الْأَدَبِيَّةِ في فَترة الْحِمَايَةِ وَالِاسْتِقْلَالِ .
يَتجلَّى ازدهارُ الثّقافةِالْأَدَبِيَّةِ بأَصيلا في الْقَرْنِ الْعِشْرِينَ في الْأَعْمَالِ الْأَدَبِيَّةِ الَّتِي أَنْجَزَهَا أُدَبَاءُ الْمَدِينَةِ ومثقفُوها وَمَنْلهُم اتِّصَالٌبدوائِرها الثّقافيةِوَالْعِلْمِيَّةِ . بِالْإِضَافَةِ إِلَى أنَّ مدينةَأَصِيلًا امْتَازَتْ بِوُجُودِ ظُرُوفٍ خَاصَّةٍ جَعَلْتهَا تحتلُّ مَكانةً مُتميِّزةً في مَجال هَذِهِ الْحَرَكَةِ الْأَدَبِيَّةِ والثقافيةِ.
كَانَ الشِّمَالُ الْمَغْرِبِيِّ ملجأَ الوطنيين الَّذِينَ قَدِمُوا من الْجَنُوبِ، وكان مِن بَيْنَ اللَّاجِئِينَ طَائِفَةٌ صَالِحَةٌمن الْعُلَمَاءِ والمُثقّفِينَ والسّياسيِينَالَّذِينَ كانوا لا يُكِلُّون مِنَ الْعَمَلِ في مَجالِالدِّعَايَةِ للقَضيةِالْمَغْرِبِيَّةِ، وفَضْحِسِيَاسَةِ الاحتلالِ، وَالِاهْتِمَامِ بِمَجَالِالثّقافَةِوَالْأَدَبِشِعْرًا وَنَثْرًا، من خِلَالِ وُجودِحَرَكَةٍثقافيةٍ مُهِمّةٍ لمْتَزَلْ تَنْمُو منُذ الإصلاحاتِالَّتِي أُدْخِلَتْ عَلَى حُقُولٍالثقافةِوَالتَّعْلِيمِ، وَأَدَّتْ إِلَى إيفادِ بعثاتٍعِلْمِيَّةٍ إِلَى الشَّرْقِ، وَإِحْدَاثِ جَوَائِزَ أَدَبِيَّةٍللأبْحاثِالْإِسْلَامِيَّةِ وَالْعَرَبِيَّةِ والأنْدَلُسيةِ.
قامَتْأَصِيلًا في الْعَصْرِ الْحَدِيثَ بَعْدَ تَوْقِيعِ عَقْدِ الْحِمَايَةِ بِعَمَلِ رَائِدٍفي مجال الِانْبِعَاثِالوطني، وفضْح مخططات الِاحتلالِ، وَالِانْفِتَاحِ عَلَى الْعَالِمِ الْعَرَبِيِّ ، وَتَحْقِيقِ النَّهْضَةِ الثقافية الوطنية الْإِسْلَامِيَّةِ الَّتِي كَانَتْ مِن أَسْبَابِ مُقَاوَمَةِ المُحْتلِّ، وَمِنْ أَهَمّ الْوَسَائِلِ لاستعادة السِّيَادَةِ الوطنية.
كَانَتْ أَصِيلًا إِلَى جَانِبِ مُدُنٍأُخْرَى تحتلُّ مقامًا مرموقًا في حَقْلِالثّقافةِوَالْأَدَبِ، وَكَانَتِ الْحَرَكَةُ الْأَدَبِيَّةُ تَتَمَيَّزُ بالتّنَوُّعِوَالرُّقِيِّ نَتِيجَةَوجُودِ صَحافةٍ مُتنوعةٍ مُتمتِّعةٍبِقَدْرٍ كَبِيرٍمِنَالْحُرِّيَّةِ الْفِكْرِيَّةِ. بِالْإِضَافَةِ إِلَى الْوَعْيِ الوطنيِّالَّذِي عَمَّ الْمَغْرِبَ، وكانتْأَصِيلًا مرْكزَ لقاء الوطنيِين المُثَقّفِينَ، فنتَجَعَنْ ذَلِكَ تَبَادُلٌفي الْأَفْكَارِ وتَبادلٌ في الْمُؤَثِّرَاتِ الثقافيةِ، اتّفَقُوا عَلَى إذْكَاء شُعْلَةِ النَّهْضَةِ وَالْيَقِظَةِ..
– دوافعُ الاختيارِ:
أما الأسبابالتي دفعتني إلى البحث في موضوع الحركة الثقافية والأدبية بأصيلا (1970-2017)؛ فهي:
-النّقصُ الواضحُ في الدِّراساتِالأكاديميةِ التي تنَاولتْ مَوضوعَ الحركةِ الثقافيةِ والأدبيةِبأصيلَامِنْ منْظُورٍ جَديدٍ، ومُنفتَحٍ على مُنجَزاتٍ حَديثةٍ؛
– حَاجَةُ الْأَدَبِ الْمَغْرِبِيِّ إِلَى بُحُوثِ مُتَخصِّصة تَتَنَاوَلُ جانِباً مُحدَّداً مِنْ جَوَانِبِ الْحَرَكَةِ الثقافيةِ والأدبيةِ في أَصِيلًا ؛
– الْحَاجَةُ إِلَى مُواكبَةِ التَّطَوُّرِ الْحَاصِلِ في الْحَرَكَةِ الثقافيةِ والأدبيةِ في أَصِيلًا في ضَوْءِ مُقَارَبَةٍ بِيبِليُوغْرافيةٍ؛
– جُلُّ الْأَبْحَاثُ الَّتِي قُدِّمَتْ من قَبْلٌ كَانَ اهْتِمَامُهَا منحَصِراً في الْحَرَكَةِ الثّقافية قبْلَ الْحِمَايَةِ وخِلالهَا.
أهْدافُ الأُطروحةِ:
تَتَمَثَّلُ أَهْدَافُ هَذَا الْعَمَلِ في:
دِرَاسَةٌ تصنيفيةٌلتآليفِ بَعْضِ أَعْلَامِ أَصِيلَا وَتَتَبُّعِ إبْداعِهِم الثقافِي والأدبِي؛
إبْرَازُ عَمَلَ الْأُدَبَاءِ وَالْكُتَّابِ في الْقِيَامِ بتَوْعِيةِ الْمُجْتَمِعِ الْأَصِيلِيِّ خِلَالَ هَذِهِ الْفَتْرَةِ وَقَبْلَهَا؛
اسْتِجْلاءُ الإشْعاعِ الثقافيِّ والأدبيِّقبْلَ الِاسْتِقْلَالِ وبَعْدهُ ؛
إبْرَازُ الْإِنْتَاجِ الأدبيِّ لكُتّابٍ وشُعَراءِ الْفَتْرَةِ المدروسة؛
تَحْدِيدُ التَّغَيُّرَاتِ الَّتِي أَثَّرَتْ في الْحَرَكَةِ الْأَدَبِيَّةِ والثّقافيةِ في أَصِيلَا ؛
اسْتِكْشَافَ عَمَلَ التُّرَاثِ التأْلِيفِيِّ والإبْداعيِّ؛
– إشْكالُ الأطروحةِ:
يُحاولُ هَذَا الْعَمَلُ الْإِجَابَةِ كَانَتْ الْإِشْكَالُ التَّالِي :
ما مَدى حُضُورِ الثّقافةِ وَالْأَدَبِ في أَصِيلَا خِلَالَ هَذِهِ الْفَتْرَةِ 1970-2017؟
وَيَتَفَرَّعَ عَنْ هَذَا الْإِشْكَالُ مجموعة من الْأَسْئِلَةِ :
ما مظاهر الْحَرَكَةِ الثقافية والأدبية في هَذِهِ الْفَتْرَةِ ؟
ما خُصُوصِيَّاتِ الْحَرَكَةِ الثقافية والأدبية بِمَدِينَةِ لأصيلا الْحَدِيثَةِ ؟
وما دُورِ أَعْمَالِ التُّرَاثُ التأليفي والإبداعي في تَطَوَّرَ الْحَرَكَةِ الثقافية والأدبية في أَصِيلًا ؟
وما التَّغْيِيرَاتِ الَّتِي أَحْدَثَهَا التَّأْلِيفِ وَالْإِبْدَاعُ الأدبي والثقافي في أَصِيلًا ؟
وما دَوْرُ الجَمْعيات الثقَافية في إبْرَازِ الْمَشْهَدِ الثقافيِّ في أَصِيلًا ؟
– دِراسات سابقةٌ
ما أَنْجَزَ من أَبْحَاثٌ وَرَسَائِلَ جَامِعِيَّةِ وَكُتُبُ أَدَبِيَّةٌ وَنَقْدِيَّةِ حَوْلَ الْحَرَكَةِ الثقافية والأدبية في أَصِيلًا قَلِيل. وَسَبَقَتْ دِرَاسَةُ مدن أُخْرَى بِشِمَالٍ الْمَغْرِبِ من جَانِبِ الْحَرَكَةِ الْأَدَبِيَّةِ والثقافية مثل مدينة تطوان وَالْعَرَائِشِ وَالْقَصْرَ الْكَبِيرِ . ولعلّ دراسة عن الدينامية الثقافية والأدبية لأصيلا هي أبرزَتها الدكتورة سناء غيْلان في موضوعِ الحكايةِ الشعبيةِ في أصيلا.
– منهجُ الأطروحةِ
اعْتَمَدْتُ في هَذِهِ الأطروحةِ عَلَى منهجٍ تاريخيٍ بمَقُولَتِه يعتَمِدُ الرَّصْدِ الكْرُونُولُوجِي مع تَفْكِيكِ وَتَرْكِيبِوتأويلِ مُجْمَلِ الْمُكَوِّنَاتِ وَالظَّوَاهِرِ .
– مِعمارُ الأطروحة:
يتَأَلَّفَ معمار الأطروحة من مُقدمةٍ وَمَدْخَلٍ وَخَمْسَة أَبْوَابٍ وَخَاتِمَةِ .
الْمَدْخَلْ: إطارٌ نظرِيٌ حَوْلَ تَارِيخِ مدينة أَصِيلَا شَمِلَ الْمُؤَثِّرَاتِ الْعَامَّةِ الَّتِي ساهمت في تشكيل الْحَرَكَةِ الْأَدَبِيَّةِ والثقافيةِبأصيلا من اجْتِمَاعِيَّةٍ وثقافيةٍ وتاريخيةٍ وكان لها تَأْثِيرٌ فعليٌ عَلَيْهَا ، وَمُحَاوَلَةَ تلمُّسِ التَّحَوُّلِ وَالتَّطَوُّرِ الَّذِي طَرأَ عَلَى الْمَدِينَةِ وَذَلِكَ في مبحثيْن اثْنَيْنِ .
الْبَابُ الْأَوَّلُ: تجْسِيدٌ للفعْل الأدبيّ ووسَمْتُه ب "الْحَرَكَةِ الشِّعْرِيَّةِ بِمَدِينَةِ أَصِيلَا، وَقَدَ اشْتَمَلَ عَلَى أَرْبَعَةِ فصولٍ: تَنَاوَلَ الْأَوَّلَ شَخْصِيَّةُ الْأَدِيبِ: أَحْمَد عَبْد السَّلَامِ الْبَقَّالِي(ت2010). وَاخْتَصَّ الثَّانِيللْحَدِيثَ عَنْ شَخْصِيَّةِ الْمُبْدِعِ : مُحمد البُوعْنَاني لكَوْنِه رَائِدِ الْحَرَكَةِ الْأَدَبِيَّةِ في أصيلا وَاخْتَصَّ الثَّالِثُ بالشاعِر وَالْمُتَرْجِمِ الْمَهْدِي أخْريف. والْرابعخَصَّصَتْهُ للحديثِ عَنْ مُبدِعِنا وشاعِرِنا الدكتور مولاي أَحْمَدَ هَاشِمٍ الريسوني.
الْبَابُ الثَّانِي : الْحَرَكَةُ النَّقْدِيَّةُ بِمَدِينَةِ أَصِيلَا من خِلَالِ ثَلاَثَة فُصول:
الْأَوَّل: خاصٌ بالناقِد والرِّوائِي يحيى بن الْوَلِيدِ ، والثَّانِي: المُختَصُّ وَالنَّاقِدُ أُسَامَةَ الزُّكارِي. والثَّالِثُ: متعلقٌ بالْأُسْتَاذ أَبُو الْخَيْرِ النَّاصِرِيُّ وهو من نُقّادِ أَصِيلًا الْبَارِزَيْنِ .
الْبَابِ الثَّالِثُ «حَرَكَةِ الحكيِ الشَّعْبِيّ بِمَدِينَةِ أَصِيلًا»: تَنَاوَلَتْهُ في فصلين .
الْأَوَّلُ: بِالْأَدَبِ الشَّعْبِيُّ بأصيلا (الْمَفَاهِيمِ التأصيلية) الْفَصْلِ الثَّانِي: الحَكْيُ الشَّعْبِيّ بأصيلَا «مائةُ حِكَايَةً وَحِكَايَةِ » لمحمد أَمِين المليحي أُنْمُوذَجًا .
الْبَابُ الرَّابِعُ حَوْلَ : الْحَرَكَةِ التشْكِيلية بِمَدِينَةِ أَصِيلَا ، وَاشْتَمَلَ عَلَى ثَلاَثَةِ فُصولٍ: الْأَوَّل: الفنان عَبْدٌ الْإِلَهِ بُوعُودِ (ت2004)، والثَّانِي: الفنانُ التشكيلي محمد المليحي (ت2020) والثَّالِثُ : الفنّانة التّشْكيلية سَوْسَنْالملِيحي.
الْبَابِ الْخَامِسُ: الْعَمَلُ الثقافيِ الجَمْعويّ بِمَدِينَةِ أَصِيلَا، وَقَسَّمْتُه إِلَى أَرْبَعَةِ فُصُولٍ.
الْأَوَّل:جمعيةُ قُدَمَاءِ تَلَامِيذِ ثَانَوِيَّةِ الإِمَامِالْأَصِيلِيِّ، الثَّانِي : جَمْعِيّةِ اللِّقَاءِ المَسرَحيِّبأصيلا، والثَّالِث: جَمْعِيَّةُ منتدى أَصِيلَا، والرَّابِع : جَمْعِيَّةُ ابْنَ خَلْدُونٍ للبحث التَّارِيخِيُّ والاجتماعي .
خَاتِمَةُ : خلاصةلأهم ما تَوَصَّلَتْ إلَيْهِ الأطروحةوقدْ ذيَّلْتُها بلائحةِ ْمَصَادِرِ وَمرَاجِعِ وفهرسٍ عَامّ.
وأتمنى من اللَّه عَزَّ وَجُلّ ، أن يكونَ هَذَا الْعَمَلَ قَدْ أَضَافَ لبنةً إِلَى لبناتِ صَرْحٍ الدراساتِ الْأَدَبِيَّةِ .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.