عبدالنبي التليدي من قبل كانت معشوقتي وما زلت على العهد لها عاشقا .. لانها ذات تاريخ عريق في المجد والبناء والنماء ،فانظروا الى الماثر الخالدة لليكسوس : على الضفة الشمالية لنهر لوكوس حيث نزل الفنيقيون واسسوها كمحطة تجارية اولا على المحيط الاطلسي للتواصل مع فنيقيا الام في شرق البحر الابيض المتوسط حيث لبنان اليوم. كمثل قرطاج المحطة التجارية الاخرى في تونس…ثم صارت دولة /مدينة متكاملة البناء والاركان متعددة الادوار من تجارية و فلاحية وصناعية وثقافية الى سياسية، و صارت تستقطب شعوبا اخرى من اوروبا مثل الوندال والرومان ومن افريقيا ايضا الى ان بزغ الاسلام فيها… ولان العرائش مدينة حباها الله : بكل المقومات الطبيعية وانواع الثروات في البحر وفي البر وبموقع على نهر لوكوس .فكانت هبة هذا النهر الرقراق في حوض فسيح وسهل غني فمن يستثمر فيه بنزاهة واتقان ؟ والله أشهد انني شاهدت فيه من الخير العميم تحت الأرض وفوق الأرض على عهد الإسبان قبل المغربة ؛ فلاحة كثيفة من خضروات متنوعة ومزورعات مختلفة وفواكه من كل شكل ونوع ، إلى مواشي ما أكثرها وما أغناها وأجملها…ما لم اشهده فيه بعد ذلك إلى اليوم إلى حد يثير في نفسي الحسرة ويملأ قلبي الأسى والاسف ، جراء ما أضحى عليه الحوض من اهمال عام وضياع تام وفقر في الأرض! ومن اراد ان يتاكد فليزرها ، ولكن بعد رفع الحجر الصحي بالطبع ! وليشاهد مظاهر جمالها التي لا حدود لها .. رغم مظاهر اخرى ناتجة عن سوءات بعض من البشر وفسادهم لفساد وسوء أخلاقهم داخل إدارات وفي قطاعات ، وجراء ظلم بعض من ابنائها ومن غير ابنائها لها وبخاصة من تعاقبوا على حمل الامانة لكنهم كانوا ظالمين وجاهلين مع الأسف. وليسال معالمها وماثرها قبل ان تنقض معاول الهدم على ما تبقى منها لان وحشا اسمه العقار يسكنها متربصا بها للانقضاض عليها وليفسد في ارضها ويستغل خيراتها ايما استغلال في المحيط وفي السهول بشكل أناني واستاصالي وضار بالمدينة والناس ؛ حتى صارت قاب قوسين او ادنى من دون ذوق وما يشبه قرية كبيرة او هي القرية نفسها ..! واسألوا أهلها أن اردتم الخبر اليقين .