قسنطينة / الجزائر : مصطفى منيغ عبد العزيز بوتفليقة ، انتهي بالتنحي المُغلَّف دبلوماسيا بالاستقالة، المُخَفَّفِ بكلمات تَضَمَّنها بلاغ لم يُقْنِع أحداً بأدقِّ عبارة ، غير الذين حرروا صيغته ليفصل إعلانه مرحلة عن أخري لن تتغيَّر عن سابقتها إلا في شكل يُقَرِّبُ أكثَرَ من اللاَّزم مسؤولية قادة الجيش الشعبي الوطني وعلى رأسهم الجنرال رئيس أركان الحرب في إعادة الدولة الجزائرية إلى الصفر من جديد تلبية لرغبة دول أخرى أبرزها فرنسا وبعضها عربية مشرقية . الشعب قام بواجبه وأكثر لكنه أعزل يبقى ، فهل يستطيع مواجهة دبابات العسكر حينما يَجِدُّ الجِد وتقترب تلك اللحظة من إعراب الشعب عن حقه المشروع في اختيار نوع النظام الذي يساير طموحاته يا ترى؟؟؟، بعيداً عن العسكر الذين أوصلوا البلاد ، وما تكدًَّسَ داخلها من ظلم العباد ، إلى مستوى عليه لا تُحسد، أو تقوم الفتنه المُنظَّمة ليطال مفعولها ما جرى ويجري في ليبيا أولا ، وسوريا ثانيا ، وإلى أفظع من ذلك ثالثا ، لأسباب مؤسَّسَةٍ مُسْبَقاً على ذاك الإصرار الواضح من لذن مَن توهموا أن البقرة الجزائرية وُلِدَت ليمتصُّوا حليبها إلى الأبد، بابتكارات تظهر البراءة والوفاء والإخلاص لدم الشهداء وتُضمِر نَهْباً و نََهماً لم يعرف تاريخ دول المغرب العربي مثيلا لهما . … انقلاب من نوع خاص ، عواقبه ليس منها خلاص ، ما انطلق من بندقية رصاص حام على رأس ثم عاد من حيث انطلق دون تركه أي بأس ، الأمر لا يُفسر بمجرد بيان يتيم صادر عن مؤسسة عسكرية موقف جل جنرالاتها رهيب يُرْهب ، بل احتاج لترتيبات تُلجم شعباً بمجمله في جانب ، وإقناع انطلَقَ مروجوه لإسكات جهات معينة بما يوضع في الجيوب، أو بتسليط جزاء شديد الوَقع هو إجراء احتياطي لكنه محسوب ، فلا ديمقراطية ولا عدالة ولا حقوق يُنظَرُ لها كمرجعية عند فقدان سيطرة الطامع في الجلوس على كرسي الحكم فوق ارض دولة تحتها كنوز صلبة وعازية وسائلة تكفي الجزائريين لقرون وقرون من حياة الرفاهية المطلقة عكس ما كان يخفي عليهم “المُتنَحي” عبد العزيز بوتفليقة . … ربما تُبَدِّدُ حُلُمَ “القايد صلاح” (متزعم الانقلاب) مسيرات الغد، “جمعة” آخر رد ، لينزوي مكانه كأبسط حد، عساه ينجى من حساب شعب عما اقترفه من تصرفات تفوق مستواه فحان الوقت كي يهمد ، ورفقة ترتيباته (المذكورة آنفا) يتجمد ، ولا ينسى أن الشعب الجزائري كلمته فوق أي أحد ، جنرالا كان ركب رأسه العناد . … “بوتفليقة” ، قبل الشعور بنفس الضائقة ، اكتشف أنه كان مجرد ذبابة وسط مذأبة أقامها جنرالات لتتراقص في مجالها وصولا لمثل اليوم كي ترسو على كيس قمامة، فتلتصق به كأشهر علامة، تجذب من السودان مثل “المشير البشير” ليتعظ ويرحل قبل احتضان نفس المهانة.