طنجة: كادم بوطيب من المنتظر أن يحل البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، يومي 30 و31 مارس، ضيفا على المغرب في زيارة يتوج بها ما حققه خلال زيارته التاريخية إلى دولة الإمارات العربية المتحدة من تأكيد على أهمية التواصل والحوار بين الأديان وفتح صفحة جديدة في تاريخ العلاقات المسيحية الإسلامية ونفض ما تراكم عليها من توتر وتباعد. ورغم أن نسبة الكاثوليك في المملكة المغربية، والمغرب العربي عموما، ليست كبيرة، مقارنة بالشرق الأوسط، إلا أن ذلك لا ينفي أهمية المغرب كمحطة رئيسية في طريق التواصل بين الإسلام والمسيحية، الذي قاد البابا فرنسيس إلى مصر، سنة 2017، ثم إلى الإمارات في شهر فبراير الماضي، في أول زيارة لرئيس الكنيسة الكاثوليكية إلى الخليج العربي. ولئن كان هناك فاصل زمني بين زيارة البابا إلى القاهرة وزيارته إلى أبوظبي، تأتي زيارته إلى الرباط والدار البيضاء وفاس، بعد أقل من شهر على زيارته التاريخية إلى الإمارات، في خطوة تؤكد جدية مسعى الحبر الأعظم للتقارب مع العالم الإسلامي من جهة، وجدية ما لقيه من ترحيب في المقابل من جهة أخرى. ويقول المطران كريستوبال لوبيز، رئيس أساقفة الرباط إن زيارة البابا فرنسيس ستكون مناسبة عظيمة للكنيسة، توسع وتشجع الحوار الديني الإسلامي-المسيحي، الذي شهد تراجعا في السنوات الأخيرة. ويشير المطران لوبيز، الذي ولد في إسبانيا، ويخدم في المغرب منذ سنة 2003، إلى أن زيارة البابا فرانسيس إلى المغرب تأتي بعد وقت طويل من زيارة رئيس الكنيسة الكاثوليكية لهذا البلد الهام على طريق الحوار بين الحضارات. وزار البابا يوحنا بولس الثاني المغرب سنة 1985. وكانت هذه الزيارة سابقة على مستوى علاقات الكنيسة مع دولة إسلامية. وفي سنة 2000 قام العاهل المغربي الملك محمد السادس بزيارة رسمية إلى الفاتيكان، حيث التقى البابا يوحنا بولس الثاني. وأوضح أسقف الكنيسة في الرباط خلال مؤتمر صحافي خصص لتقديم برنامج زيارة البابا فرنسيس التي تحمل شعار "البابا فرنسيس: خادم الأمل"، أن هذه الزيارة، ذات رمزية قوية، إذ أنها تخلد الذكرى المئوية الثامنة للقاء القديس فرنسيس الأسيزي والسلطان مالك الكامل، مجسدة بذلك الرغبة الموصولة في الحوار وتأسيس علاقات منسجمة بين المذهب الكاثوليكي والإسلام. وتعكس الزيارة العلاقات الدبلوماسية المتميزة بين المغرب والكرسي الرسولي، إلى جانب كونها معبرة عن الرغبة المشتركة للطرفين في مد جسور الحوار بين الثقافات والأديان، وهو حوار يستمد قوته وديمومته من خلال التباحث في نقاط كثيرة مثار جدل وأحيانا توتر بين الجانبين، والحديث عن قضايا وتحديات مشتركة كقضية الهجرة والتشدد والصراع المبني على مهاجمة كل طرف للآخر