تقدم فرقة طقوس مسرحيتها الجديدة لهدا الموسم "الهواوي قايد النسا" بالمسرح الوطني محمد الخامس يوم السبت 25 دجنبر على الساعة الثامنة مساء. وتحكي المسرحية قصة قايد تبلغ به الغطرسة وحب الذات حدا يحاول فيه النيل من شرف أي امرأة جميلة تقع تحت نظرته، غير أنه يفاجأ بصلابة واستماتة زوج من ضحاياه المحتملين: "فرزوز" الأحدب وزوجته الجميلة عبلة،اللذان يرفضان رغم الضغوط وكل أشكال الترهيب والترغيب الانصياع وراء نزوات "القايد" في الظفر بعبلة من خلال تطليقها من زوجها وتزويجها له عنوة. وبحجة الدفاع عن الجمال من ظلم القبح تتابع في المسرحية سلسلة من المواقف ملؤها التشويق والفكاهة يجمعها هدف واحد: تطليق عبلة من زوجها طوعا أوكرها وبكل الوسائل الممكنة. مسرحية "الهواوي قايد النسا"، ليست مجرد حكاية عابرة ومسلية لقايد مهووس جنسيا وورجل من أيها الناس احدب لكنه ذكي. المسرحية في عمقها مساءلة لغطرسة السلطة، بحيث تظهر الرغبة المحمومة في الإشباع الجنسي بأية وسيلة كانت، مجرد رمز لكون الاستبداد بإمكانه أن يبيح أي شيء يتماشى ومزاج المستبد ونزواته، حتى ولو تعلق الأمر بتحطيم أكثر العلاقات حميمية كالتي بين الزوج وزوجته. وبما أن الاستبداد يصنع من يزكيه حتى من بين ضحاياه، فالمسرحية تقدم العديد من الضحايا في وضع المستفيدين الأذكياء الحالمين بالوجاهة والرفاهية. إلا "فرزوز" الذي يقلب الموازين. فهو رغم بشاعة خلقته ظل محافظا على حبه لزوجته وهي كذلك...ما هي حدود الجمال والقبح ادن في معادلة استعصت على فهم القايد وأعوانه؟ المسرحية ترسم صورة مدققة وساخرة للاستبداد والتفسخ، لدرجة يبدو فيها الشكل والمظهر مجرد غطاء لبشاعة الاستبداد الأخلاقية، مقابل سمو روحي هو أساس علاقة قوية وان كانت ظاهريا غير مفهومة. استسهال أعراض الناس من قبل المستبد وجوقته، امتلاك أكثر الأشياء حميمية وقداسة بمجرد إشارة...تحول السلطة إلى مجرد لعبة ظاهريا مسلية لكنها في الواقع قاتلة. المسرحية من تأليف أحمد الطيب العلج ومن إخراج مسعود بوحسين، تشخيص عزيز العلوي، بنعيسى الجراري، حسنة طمطوي، سعيد ايت باجا، عبدالقادر بوزيد، سكينة الفضايلي، عبد النبي البنيوي، محمد الحوضي. الموسيقى والألحان محمد الدرهم، سينوغرافيا: إدريس السنوسي. تجدر الإشارة إلى أن مسرحية 'الهواوي قايد النسا" هي ثاني عمل مسرحي يجمع بين الكاتب أحمد الطيب العلج والمخرج مسعود بوحسين بعد مسرحية "النشبة" التي قدمت في مواسم سابقة.