24 أبريل, 2017 - 12:44:00 أكدت المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، اليوم الإثنين، أن مكافحة الجنح الغابوية والتصدي للعصابات التي تنشط في مجال قطع وتهريب الأرز في الأطلس المتوسط، تعد من ضمن أولويات الاستراتيجية التي تتبناها. وأوضحت المندوبية في بلاغ، ردا على مقال نشرته إحدى الصحف الوطنية بعنوان "مافيات الخشب تستنزف الثروات الغابوية بالأطلس وتهدد المنطقة بالتصحر"، أن استراتيجيتها تهدف إلى حماية المجال الغابوي، خاصة غابة الأرز والعمل على إعادة تأهيل المنظومة الغابوية من خلال إنجاز مشاريع مندمجة مجالية ذات مقاربة تشاركية. وأبرزت أنه تم، في إطار مكافحة الجنح الغابوية، إعداد دورية مشتركة بين المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر ووزارة العدل ووزارة الداخلية، بتاريخ 20 يناير 2011، تتعلق بمحاربة ظاهرة الاعتداء على الثروات الغابوية والتصدي للاعتداءات على حراسها. وأضافت أنه تم وضع برنامج تعبئة شامل ومنسق يجمع بين كل الشركاء للتصدي للعصابات المنظمة بجهة الأطلس المتوسط، من خلال تكثيف الخرجات الميدانية والجولات التمشيطية التي وصل عددها سنة 2016 إلى 180، وأسفرت عن حجز أكثر من 97 مترا مكعبا من خشب الصناعة وحجز 5 سيارات مستعملة لتهريب خشب الأرز. وسجل البيان أنه تم تفكيك عدة عصابات منظمة، توبع أعضاؤها من طرف النيابة العامة، مشيرا إلى أن حالات الاعتقال بلغت أكثر من 14 حالة، كما تم تحريك وتسريع مساطر وإجراءات تنفيذ الأحكام والقرارات القضائية تحت إشراف المحاكم المختصة. وموازاة مع ذلك، يضيف المصدر، تعمل المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر بالجهة على بلورة مقاربة تشاركية ذات بعد تنموي في إطار البرنامجين العشريين 2005-2014 و2015-2024، عبر إنجاز مشاريع مندمجة مجالية تتمحور حول تشجير وتخليف الغابات والمحافظة على المياه والتربة ومحاربة زحف الرمال وتجهيز وتأمين الملك الغابوي وفك العزلة عن الساكنة المجاورة للغابات، إضافة إلى تدخلات أخرى مدرة للدخل من قبيل توزيع الأشجار المثمرة وتوزيع خلايا النحل. وأشار إلى أنه، تفعيلا لمقاربة القرب، تم العمل على تأطير وتنظيم الساكنة المحلية في إطار جمعيات رعوية وتعاونيات غابوية تساهم بشكل ملموس في رفع وتنويع دخل الساكنة المحلية وفي حماية الغابات وحراستها من العصابات المنظمة، إذ استفادت إلى حدود الآن 22 جمعية رعوية من مبلغ إجمالي يفوق 4 ملايين درهم كتعويض عن حق الرعي همت مساحات مغروسة تقدر ب 16 ألفا و65 هكتارا، وإبرام عقود شراكة مع 15 تعاونية غابوية تضم حوالي 2000 منخرط، تعمل على تثمين وتسويق المنتوجات الغابوية من خشب وأعشاب طبية وعطرية تصل قيمتها إلى أكثر من 18 مليون درهم. وأكدت المندوبية أن مجهوداتها متواصلة للمحافظة على الموروث الغابوي والتصدي لكل انتهاك، مع الأخذ بعين الاعتبار احتياجات الساكنة المحلية من جهة، وتحقيق التوازن البيئي من جهة أخرى.