12 فبراير, 2017 - 04:42:00 استعرض روائيون مغاربيون، أمس السبت بالدار البيضاء، الخصوصيات الابداعية للرواية المغاربية داخل وخارج النطاق الجغرافي ومجالات تلاقي الطموحات الموضوعاتية والفنية والجمالية للروائيين المغاربيين. وقد قدم المشاركون خلال هذه الندوة المنظمة على هامش المعرض الدولي للكتاب والنشر في نسخته ال23، تحت عنوان "روائيون بأفق مغاربي"، أفكارا نقدية حول الواقع الثقافي المغاربي، وطموحات ومشاريع أدبية تعزز جودة الرواية المغاربية، وتسهم بشكل فعال في الرقي بالحركة الثقافية عموما بالمنطقة. وفي هذا الصدد، استعرض الروائي التونسي حسونة المصباحي خصوصيات الرواية التونسية مستحضرا لثلة من الروايات التونسية التي ترصد حياة المواطن التونسي بين امختلف العصور. كما أبرز المصباحي مدى تأثر الرواية بالحركة الثقافية التونسية لافتا أنه في العصر الحالي تغيرت خصائص ومميزات الرواية التونسية بعد سلسلة من الأحداث السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي عرفها هذا البلد المغاربي. وقال الروائي الجزائري واسيني الأعرج ، من جانبه، إن الروائيين المعاصرين يختلفون في أسلوبهم وطرق تناولهم للرواية، عن الروائيين الذي سماهم بالجيل التأسيسي للرواية المغاربية، والذي عبر عن هواجسه أدبيا من خلال تعاطيه واهتمامه بالقضايا الوطنية لكل دولة كانت نحت براثين الاستعمار. كما تطرق الأعرج لمفاهيم كالأنسنة بالرواية، وسلط الضوء على شخصيات تاريخية أثرت بشكل جلي في الرواية المغاربية، اضافة الى حقيقة الأحداث التاريخية التي توجد داخل الرواية وكيفية اعادة كتابة الذاكرة من حلال الرواية من خلال استحضار الواقع العربي والبعد الاستراتيجي والسياسي وتأثيره في كتابة الرواية المغاربية، متسائلا عن دور الأدب والرواية المغاربية خصوصا في التغيير لتوفير مناخ حضاري وفكري وثقافي يليق بالارث التاريخي لهذه المنطقة. من جانبه، قال الروائي المغربي محمد برادة إنه بالرغم من تقارب المجتمعات فإنها تظل متفردة بنوعها، مبرزا أهمية الشكل وخصوصيته في كتابة الرواية ودورها في التقاط الوضع الاجتماعي، وضرورة الانطلاق من البعد الكوني في كتابة الرواية . وعد برادة الرواية المغاربية جزءا من الرواية العربية وبالتالي جزءا من الرواية العالمية، مشددا على أهمية الرواية في العمل على مواجهة الوضع العربي الحالي ودورها في استشراف آفاق مستقبل أكثر ازدهارا، وكيفية ابتداع صيغة جمالية للواقع. أما الكاتب المغربي يوسف فاضل فقد قرأ على الحضور جزءا من مذكرات كتبها حول المشاكل التي تعترضه يوميا، يعتزم صياغتها في شكل رواية على طريقة (كيلوا)، واستعرض خلال هذه العملية بشكل غير مباشر وفي قالب مبتكر خصائص الرواية وأوجه الاختلاف والتشابه مع النص المسرحي. وسلط يوسف فاضل أيضا الضوء على مختلف الأحاسيس التي تخالجه واللحظات التي ميزت كتاباته والتي امتزجت فيها "مشاعر الخوف والوجس وغياب الالهام والارادة والعزيمة والقوة".