طنجة: أيوب درازة 19 نوفمبر, 2016 - 06:45:00 شهدت يوم الجمعة "مؤسسة محمد شكري" بطنجة إحياء الذكرى الثالثة عشر لوفاة الكاتب المعروف ب"الشحرور" وصاحب رواية "الخبز الحافي". وفي افتتاح الأمسية، تحدث الإعلامي عبد اللطيف بنيحيى عن دور مدينة طنجة في بلورة شخصية الراحل محمد شكري قائلا: "ما كان لمحمد شكري أن تتفتق موهبته إلا في مدينة طنجة، كان لا بد أن يكون (طنجاويا) وكان لا بد أن يعيش مرحلة كانت فيها المدينة تخضع لنظام دولي حيث اغترف من كتب كانت مرتبطة بالموجة التي كانت تسمى (الجيل الكبير)، والتي ستتفتق في ما بعد عن جيل آخر هو (الجيل الضائع) الذي انتمي إليه الراحل". وأضاف بنيحيى أن الراحل امتلك تلك الجرأة لكي يقترب من بعض الأسماء التي كان شخصيا يتهيب من الاقتراب إليها مثل صامويل بيكيت، وجون جوني، وويليام بولوزمضيفا قوله: "كان الراحل يجالس هؤلاء بثقة عالية جدا فتلونت موهبته بهاته الخصوصية المتميزة جدا لدى هؤلاء الكتاب". وفي ختام كلمته، أعلن مقدم البرنامج الشهير "صباح الخير يا بحر" على أمواج إذاعة طنجة أن "مؤسسة محمد شكري" حصلت مؤخرا على حقوق ترجمة رواية "فسيفساء كالحة" التي ألفها باللغة الفرنسية الروائي عبد القادر الشاط سنة 1930. وصرح عبد اللطيف بنيحى لموقع "لكم" بخصوص الرواية قائلا: "ما أحوجنا إلى العودة لهذا النص وترجمته ترجمة أنيقة وجميلة لكي يطلع القراء في العالم العربي بأن كاتبا مغربيا مذهلا استطاع أن يكتب، في مرحلة متقدمة، نصا روائيا جميلا هو (فسيفساء كالحة)". بنيحيى تحدث أيضا عن الدوافع الكامنة وراء ترجمة الرواية قائلا: "ما جدوى العمل الثقافي الذي نقوم به أو نرسخه إذا عملنا على إقصاء هذه اللحظات الإبداعية الثقافية المضيئة في التاريخ الثقافي بالمغرب وبمدينة طنجة بكيفية أساسية، لأن المدينة تكاد تشكل فضاءا استثنائيا لإبداعات مذهلة ساهم فيها العديد من الكتاب الأمريكيين الذين داع صيتهم في ما بعد".مضيفا أن مؤسسة محمد شكري ستعقد قريبا اتفاق مع أحد المترجمين المتمكنين من أجل ترجمة العمل في القريب العاجل. ومن جهته، عبر الكاتب والصحافي السوداني طلحة جبريل عن افتخاره لأنه كان من بين القلائل الذين كان الراحل يرتاح لهم ويجالسهم. مضيفا أنه استفاد كثيرا من مجالسته: "كان محمد شكري رجلا يقرأ بشكل خرافي، وقد استفدت من هذا المعطى عبر الكم الهائل من المعلومات التي كنت أستقيها منه كلما تناقشنا في موضوع". وقد حضر الأمسية أدباء وأساتذة من بينهم حسن بحراوي ومحمد بوخزار الذين أثنيا على زهد وصدق الراحل محمد شكري.