30 سبتمبر, 2016 - 03:36:00 منذ عام 1963، والقيادي بحزب ''الاتحاد الاشتراكي'' "عبد الواحد الراضي" متشبث بمقعده البرلماني نائبا عن مدينة سيدي سليمان، قبل أن يحجز لإبن أخيه ادريس الراضي مقعدا برلمانيا تحت مظلة حزب ''الاتحاد الدستوري''، والذي نصب بدوره نجله ''ياسين الراضي'' وكيلا للائحة ''الإتحاد الدستوري'' بذات المدينة الخاصة بانتخابات 7 أكتوبر المقبلة، وعلى إيقاع احتكار ''آل الراضي'' للمقاعد البرلمانية الخاصة بسيدي سليمان، تدخل "فيدرالية اليسار" وحزب ''االعدالة والتنمية'' للتنافس من أجل إزاحة عائلة ''ال الراضي'' التي عمرت طويلا على عرش المقاعد النيابية لسيدي سليمان. فين كيصوتو نصوت دابا ''كيفاش تنازل على خمسة د لمليون فالشهر والتعويضات باش يخدم الشعب .. فين كيصوتو .. نمشي نصوت عليه دبا'' بهذه النبرة تحدث شاب عشريني وهو يمتطي دراجة هوائية وبظهره محفظة سوداء، قبل أن ينطلق في اتجاه وجهته بعد علمه بأن "الإقتراع" سيتم حتى 7 من أكتوبر القادم. حدث هذا أمام مقر حزب "الاشتراكي الموحد" الذي يوجد بالحي الإداري وسط مدينة سيدي سليمان، حيث تنطلق الحملة الانتخابية ل"فدرالية اليسار"، التي وعدت في حال فوزها ب"التنازل عن ما اعتبرتها امتيازات والقطع مع الفساد والمفسدين". فدرالية اليسار، التي تسعى إلى تثبيت أقدامها لأول مرة في سيدي سليمان، افتتحت نقاشها مع المواطنين في زحمة أزقة وشوارع المدينة، وسط حركة مرور كثيفة لا تسمع فيها غير رنين السيارات وصوت منبهاتها ''الكلاكصون''، ما دفع عدد من السائقين للتوقف هنا وهناك لتجاذب أطراف الحديث مع "مصطفى أزازار" وكيل لائحة فيدرالية اليسار بسيدي سليمان. الراضي .. أقدم ''برلماني'' في العالم مصطفى أزازار، اعتبر "أن الراتب الشهري والتقاعد والتعويضات ريع سياسي، والخطوة التي قمنا بها هي اقتناعا منا بخدمة الشعب، وهي رسالة لأباطرة الفساد الذين يستغلون البرلمان من أجل الاغتناء، ويجب أن يعرف الجميع بأننا نحن الأقرب إلى الشعب في مواقفنا ونضالنا في اتجاه دولة المؤسسات''. ووسط صخب جماهيري قدره المنظمون في حوالي 100 شخص بين متطوعين ومناضلي الفيدرالية، الذين يعولون على وكيلهم في سباق 07 أكتوبر، لحصد مقعد برلماني يعيد لليسار مجده و شعاعه، أوضحت مديرة الحملة الانتخابية للفيدرالية بذات المدينة "أمال بنعلي" لموقع "لكم" ''نعول على مناضلينا الذين يشتغلون بدون مقابل مادي للإطاحة ب''آل راضي''، الذي اعتبرته الناشطة الحقوقية "حنان الناصري" أقدم برلماني في العالم، مؤكدة في ذات السياق أن "آل الراضي" تراهن أساسا على هيئة ناخبة من البوادي وتحديدا من جماعة "الصفافعة" و"القصيبية" إلى جانب العمال الذي يشتغلون في معامله والتي تقدر بخمسين دوار، بحسب "الناصري". يقول "ن.ت" من شهر5 أولدي متخلصنا .. ودبا فحال كنخدمو فابور ووليداتنا كنوكلهم الله.. عيينا منغوتو .. والو.. وَكٌلْنَا فيه الله تعالى .. حكرنا وليدي حكرنا .. وكلشي متفهم معاه حتى من الداخلية ضاغط عليها مكتقدرش عليه"، يحكي خمسيني لموقع لكم بمرارة ما يعيشه العمال بشركة "صوديا" " المملوكة لإدريس الراضي البرلماني عن حزب الإتحاد الدستوري، قبل أن يعبر عن دعمه لفدرالية اليسار ضد "ياسين الراضي" وكيل لائحة الإتحاد الدستوري بذات المدينة وهو نجل ادريس الراضي مالك شركة "صوديا". حامي الدين يقذف بالحجارة ونحن نتجول بين شوارع المدينة وبالقرب من عمالة الإقليم المقابلة لمقهى الحرية وسط سيدي سليمان، صادف موقع "لكم" تجمعا خطابيا للقيادي بحزب المصباح "عبد العالي حامي الدين"، ينتقد من خلاله المبخسون لأداء الحكومة، التي يقودها أمين عام حزبه ''عبد الإله بن كيران''، نافيا أن تكون الحكومة ذاتها قد رفعت من تكلفة عيش المواطنين. وسط قرابة 150 شخص، بحسب تقديرات المنظمين، يقف "حامي الدين" مرتديا بذلة بيضاء موشومة بعلامة ''المصباح'' كسائر أعضاء حزبه، والظلام لاق بظلاله على المكان سوى إنارة الأعمدة الكهربائية التي كانت تقاوم زحفه على المكان، وبين انتقال حامي الدين من حديث إلى حدث كانت حناجر الحاضرين تصدح بشعارات تؤكد عزم حزبها مواصلة الإصلاح ومواجهة رموز الفساد، وماهي إلا دقائق من وقوف "لكم" بعين المكان، حتى قُذف "عبد العالي حامي الدين" بحجر صغير وسط جموع الحاضرين، قبل أن يقطع كلامه رافعا شعار "القمع لا يرهبنا والقمع لا يفنينا العدالة والتنمية تزكي النضال فينا .. صامدون صامدون للإصلاح مساندون"، ليعود بعد ذلك لمواصلة حديثه عن مصادر تمويل الحملة الانتخابية التي أشار فيها إلى أنها تمول بدعم من الدولة ومساهمة المناضلين. الحفياني .. كي تمر كي الكيف ومباشرة بعد انتهاء لقاءه الخطابي، كشف حامي الدين لموقع ''لكم'' أن حزبه يدخل هذه الانتخابات بمسؤولية كبيرة، معتبرا ''أن المعركة اليوم هي معركة بين مشروع الإصلاح وبين الأحزاب التي ترشح الفاسدين ومن نهبوا أبناء الشعب وسرقوا الأراضي، قبل أن يضيف: ''المغاربة اليوم أذكياء ولنا اليقين بأن حزب العدالة والتنمية سينتزع المقاعد البرلمانية، قبل أن يعرج قائلا: ''سيدي سليمان تحررت من الخوف تحررت من سلطة الجاه ومن الإقطاع''. بين زحمة شارع محمد الخامس بسيدي سليمان وخفوت أضوائه، ومباشرة بعد انتهاء خطاب "حامي الدين"، انطلق حشد 150 شخص بين متطوع ومناضل، لتعبئة المواطنين لدعم "البيجيدي" في انتخابات 7 من أكتوبر، ومن بين ما صادفه موقع ''لكم'' وسط الحاضرين وكيل لائحة المصباح بسيدي سليمان ''محمد الحفياني'' الذي قال لموقع ''لكم'' إن ''تيار الفساد والإفساد يعتبر أن "كي التمر كي الكيف"، متسائلا في الوقت ذاته "هل هذا مقبول عند المغاربة الذين تربو على تامغربيت .. صراعنا الآن مع الفساد مهما يكون قدور ولا جيلالي أو بوعزة مشكلتنا مع هؤلاء .. وعازمون على مواصلة الإصلاح".