18 يوليوز, 2016 - 01:49:00 دعا العاهل المغربي، الملك محمد السادس، إلى "البحث عن سبل ناجعة لمكافحة التغيّرات المناخية التي تشهدها منطقة البحر الأبيض المتوسط"، مؤكدا أنها "باتت تشكل تهديدا لدول المنطقة، من حيث كونها أكثر مناطق العالم عرضة لظاهرة الاحترار (الاحتباس الحراري). وحذر الملك المغربي، في رسالة وجهها إلى المشاركين في أعمال مؤتمر الأطراف المتوسطية "ميد كوب المناخ"، التي انطلقت اليوم الاثنين بمدينة طنجة، من أن هذا "التأثير سيطال، الموارد الطبيعية والقطاعات الاقتصادية الكبرى، من زراعة وصيد بحري وسياحة وصناعة وإنتاج للطاقة". وأضاف في رسالته التي تلاها نيابة عنه، إلياس العماري، رئيس مجلس جهة طنجةتطوانالحسيمة، أن الفضاء الغني بتعدد ثقافاته وروافده ومبادلاته وتفاعلاته، يزخر أيضا بمؤهلات يمكنها أن تجعل منه قوة تآزر قادرة على مواجهة التغيرات المناخية، وعلى اكتساب مقومات التحمل والتكيف الضرورية. وتابع ملك المغرب الذي أشار أن المؤتمر يأتي قبل أسابيع من تنظيم المؤتمر العالمي "كوب 22"، بمدينة مراكش، معتبرا أنه "من الملح البحث عن سبل تنمية مستدامة ومسارات تكنولوجية مبتكرة وتسريع وتيرة تطبيقها الفعلي"، مبيناً أن "أولويات الرئاسة المغربية سترتكز على أربعة محاور، وهي تحقيق المساهمات الوطنية، وتعبئة التمويلات، وتعزيز آليات التكيف، وتطوير التكنولوجيا". كما أوضح الملك، أن مؤتمر "كوب 22" سيركّز على دراسة مخطط عمل حاسم سيخصص للتكنولوجيا، ويتضمن ثلاثة محاور أساسية: نشر التكنولوجيات الناجعة، وبروز تكنولوجيات مميزة، ودعم البحث والتطوير. فيما شدد أن "منطقة المتوسط تشهد تحولات متسارعة، وتواجه تحديات متعددة وغير مسبوقة". وانطلقت صباح اليوم بمدينة طنجة، أعمال القمة المتوسطية حول المناخ "ميد كوب"، بحضور شقيق العاهل المغربي "الأمير مولاي رشيد"، ويلتئم خلالها نحو 2000 ممثلا لبلدان حوض البحر الأبيض المتوسط، ومؤسسات مجتمع مدني، وعدة منظمات دولية وإقليمية، إضافة إلى الفاعلين الاقتصاديين والخبراء. ومن المتوقع أن يشكل المؤتمر (عقب انعقاد دورته الأولى في مرسيليا في يونيو العام الماضي 2015)، بشراكة مع الاتحاد من أجل المتوسط "خطوة حاسمة"، حسب المنظمين، من أجل تنفيذ جدول أعمال حقيقي للمتوسط لمواجهة تحديات وتداعيات التغير المناخي. وتهدف الدورة الثانية من مؤتمر الأطراف إلى "تسليط الضوء على المبادرات القائمة المتعلقة بالعمل من أجل المناخ في منطقة البحر الأبيض المتوسط، وصياغة أفكار مبتكرة لتحقيق أهداف اتفاقية باريس". ويشمل برنامج المنتدى المتوسطي ورشات عمل موضوعاتية، وندوات وموائد مستديرة حول قضايا المناخ، إضافة إلى عرض باسم "مدينة للحلول"، التي تهدف إلى إبراز إمكانيات "الاقتصاد الدائري" في التأقلم مع التغيرات المناخية، من خلال حلول إبداعية ومبتكرة في خدمة الاستدامة.