19 ماي, 2016 - 11:52:00 في البيان القوي اللهجة الصادر عن وزارة الخارجية المغربية عقب استدعائها للسفير الأمريكي في الرباط دوايت بوش، لإبلاغه رسميا رفض المغرب محتويات تقرير وزير الخارجية الأمريكية حول حقوق الإنسان في المغرب، تم ذكر ثلاث حالات، قال بيان الخارجية المغربية إنها "تؤكد التلاعب الواضح والأخطاء الفاضحة في الوقائع التي تشوب تقرير الخارجية الامريكية". ثلاث حالات وحسب نفس البيان الذي عممته وكالة الأنباء الرسمية، واستند على تصريحات لمن وصفه ب "المتحدث باسم وزارة الشؤون الخارجية والتعاون"، فإن الحالات تتعلق ب: "وفاء شراف"، التي قال بيان الخارجية المغربية إن إدعائها تعرضها للتعذيب هو السبب الذي كان وراء إدانتها وسجنها. أما الحالة الثانية، وحسب نفس البيان، فتتعلق ب "اسامة حسن". وفي هذه الحالة قال بيان الخارجية: "زعم تقرير الخارجية الأمريكية ان السيد اسامة حسن ادين بثلاث سنوات حبسا من أجل مزاعم كاذبة بالتعرض للتعذيب والتبليغ عن جرائم كان على علم بعدم وجودها.." وبخصوص الحالة الثالثة قال بيان الخارجية المغربية إنها تتعلق ب "حميد المهداوي"، وذكر البيان على الخصوص أن تقرير الخارجية الأمريكية تحدث عن اسم "عبد اللطيف الحموشي" بصفته المدير العام للأمن الوطني، كصاحب الدعوى القضائية ضد المهداوي، وهو ما اعتبره بيان الخارجية المغربية مخالف ل "صحة الوقائع التي نقلها" تقرير الخارجية الأمريكية، ليتهم محرريه ب "الإهمال" و "سوء النية"، لأن الحموشي، حسب بيان الخارجية المغربية ليس هو صاحب الدعوى ضد المهداوي لأنه لم يكن قد عين آنذاك على رأس المديرية العامة للأمن الوطني. حالة "وفاء شرف" و"أسامة حسن" ليست جديدة ومن خلال عودة موقع "لكم" إلى تقرير الخارجية الأمريكية حول وضعية حقوق الإنسان برسم عام 2015، والصادر في 12 ماي الجاري، ومقارنته مع تقرير الخارجية الأمريكية حول وضعية حقوق الإنسان برسم عام 2014، والصادر في 27 أبريل من نفس السنة، يمكن ملاحظة أن حالة "وفاء شرف" سبق لها أن وردت وبنفس العبارات في تقرير الخارجية الأمريكية عام 2014 إلى جانب حالة "أسامة حسن" وبتفصيل أكبر. ومع ذلك اكتفى المغرب آنذاك بتصريح مقتضب لمصطفى الخلفي وزير الاتصال قال فيه إن التقرير "ورغم ما تضمنه من معطيات إيجابية حول تطور حقوق الإنسان في المغرب إلا انه شابته مجموعة من الثغرات الفاضحة". ولم يذكر الخلفي آنذاك أي من تلك "الثغرات الفاضحة" واكتفى بالقول بأن التقرير "تضمن على سبيل المثال فصلا استعرض فيه معطيات تهم مرحلة سابقة عن سنة 2013، حيث تهم هذه المعطيات سنة 2012 وما قبلها". الفقرة التي ورد فيها إسم "وفاء شرف" في تقرير الخارجية الأمريكية عام 2015 (عربية) الفقرة التي ورد فيها إسم "وفاء شرف" في تقرير الخارجية الأمريكية عام 2015 (انجليزية) حالة "أسامة" لم ترد في تقرير الخارجية أيضا ومن خلال عودة موقع "لكم" إلى تقرير الخارجية الأمريكية حول وضعية حقوق الانسان برسم عام 2015، يلاحظ أن التقرير لم يشر إلى حالة "أسامة حسن" في أية فقرة من فقراته. مع العلم أن تقرير الخارجية الأمريكية حول وضعية حقوق الإنسان في المغرب عام 2014 تحدث بتفصيل عن هذه القضية.
الفقرة التي ورد فيها إسم "أسامة حسن" و"وفاء شرف" في تقرير عام 2014 (عربية) ورود اسم "الحموشي" إذا كان ورود حالتي "وفاء شرف" و"أسامة حسن" في تقرير الخارجية الأمريكية حول وضعية حقوق الانسان في المغرب الخاص بعام 2014، لم يثر آنذاك غضب المسؤولين المغاربة ولم يدفعها إلى استدعاء السفير الأمريكي في الرباط كما حدث أمس، في رد من الرباط على تقرير الخارجية الأمريكية الخاص بعام 2015، بل إن حالة "أسامة حسن" التي استند عليها بيان الخارجية المغربية لانتقاد تقرير الخارجية الأمريكية لم ترد لا من قريب ولا من بعيد في هذا التقرير، فإن ورود اسم "عبد اللطيف الحموشي" المدير العام للأمن الوطني ورئيس "جهاز مراقبة التراب الوطني" (المخابرات المدنية)، يبقى من بين الأسباب المحتملة لتفسير غضب الرباط وردة فعلها التي وصلت إلى حد استدعاء السفير الأمريكي في الرباط. وهو ما يعني حسب القاموس الدبلوماسي أن درجة التوتر بين البلدين بلغت حالة قصوى. الفقرة التي ورد فيها إسم "عبد اللطيف الحموشي" في تقرير الخارجية الأمريكية عام 2015 (عربية) الفقرة التي ورد فيها إسم "عبد اللطيف الحموشي" في تقرير الخارجية الأمريكية عام 2015 (انجليزية) "الحموشي" وراء توتر علاقات الرباط مع باريس وليست هذه هي المرة الأولى التي يبرز فيها إسم "عبد اللطيف الحموشي" في أزمة دبلوماسية مع عاصمة كبيرة مثل واشنطن، فقد سبق لاسم نفس المسؤول المغربي أن كان وسط الإعصار الذي ضرب العلاقات المغربية الفرنسية عام 2014 عندما استدعت الخارجية المغربية آنذاك السفير الفرنسي لدى الرباط، احتجاجا على الاستدعاء الذي وُجه لرئيس المخابرات المغربية، "عبد اللطيف حموشي"، أثناء تواجده في باريس للاستماع إليه في قضية تعذيب.