أعلن المجلس النرويجي للسلام، وهو ائتلاف يضم 19 منظمة مدنية غير حكومية، أنه لن ينظم هذا العام المسيرة التقليدية التي ترافق حفل تسليم جائزة نوبل للسلام في العاصمة أوسلو، احتجاجاً على منح الجائزة إلى زعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو. وقالت رئيسة المجلس إيلين ه. لورينتزن، في تصريح نقلته وكالة الأنباء الإسبانية (EFE)، إن "الحائزة على الجائزة تمارس أساليب لا تتوافق مع قيم اللاعنف التي ندافع عنها"، معتبرة أن القرار "يتنافى مع الروح الأصلية للجائزة القائمة على دعم الحوار والسلام".
وتأتي هذه المقاطعة في وقت يشهد فيه العالم تصاعداً حاداً في التوترات الجيوسياسية، وصفه مراقبون بأنه الأخطر منذ أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962، حين نجا العالم بأعجوبة من مواجهة نووية بين الولاياتالمتحدة والاتحاد السوفياتي. اليوم، تبدو الصورة معكوسة: فروسيا هي التي تشعر بالتهديد من الدعم الغربي لجارتها أوكرانيا، فيما تتزايد المخاوف من مواجهة مباشرة بين القوى النووية. وفي خضم هذا التصعيد، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لقناة مجرية إن مبادرة بودابست للسلام "لا تزال احتمالاً قائماً"، مضيفاً أن تنفيذها "يعتمد في النهاية على الرئيس الأميركي دونالد ترامب"، الذي عاد إلى البيت الأبيض في مناخ دولي يتسم بانعدام الثقة بين الشرق والغرب. وبينما تتراجع مبادرات الوساطة الدولية، يرى محللون أن الغرب اليوم يفتقر إلى قادة يمتلكون شجاعة كينيدي وخروتشوف عام 1962 حين اختار الطرفان التفاوض بدلاً من التصعيد.