01 يناير, 2016 - 11:06:00 انطلقت بمدينة طنجة المغربية، فعاليات تقليد "موكب الهدايا"، الذي اعتاد أهالي المدينة تنظيمه كتقليد سنوي، بمناسبة "سابع المولد النبوي"، الذي يوافق ذكرى "الولي الصالح سيدي بوعراقية"، حسب الموروث الشعبي لسكان المدينة. وتحرك الموكب، اليوم الخميس، من "ساحة الأمم"، بجانب ضريح "الولي سيدي بوعراقية"، لتسليم الهدايا إلى أفراد "الزاوية البقالية" (أحفاد الولي المحتفى به)، وذلك بعد المرور بعدد من شوارع المدينة، وسط حشود من السكان، تجمعوا على أرصفة وأسطح المنازل. وشارك في الموكب الذي تقدمه فارس على صهوة جواده، مجموعة من أتباع المدارس القرآنية العتيقة بجلابيبهم البيضاء، يحملون بأيديهم ألواح تدريس الذكر، وعشرات المشاركين بألبستهم التقليدية، حيث كان بعضهم يحمل الهدايا، فيما اقتاد آخرون ثيرانًا عليها أعلام القبائل المقيمة حول المدينة، إضافة إلى عدد من الفرق الشعبية الفلكلورية. ويعتبر "سيدي بوعراقية"، واسمه "محمد الحاج البقال"، أحد الأعلام الذين يصنفهم المغاربة في خانة "الأولياء الصالحين"، لما قدمه من بطولات في مكافحة الاحتلال الأجنبي لمدينة طنجة، أواسط القرن السابع عشر. وحسب الباحث المتخصص في التاريخ، "رشيد العفاقي"، فإن أصل كنية "بوعراقية" التي يحملها العلم، يعود لارتدائه (البقال) عمامة مشهورة لدى أهل العراق، فاشتهر بهذه الكنية "بوعراقية" أو "أبو العراقية". وينحدر "البقال"، من إحدى القبائل المغربية، المقيمة قرب مدينة تطوان، وشارك في معركة تحرير طنجة من الاحتلال البريطاني، عام 1684. وقبل وفاته سنة 1717 م، أوصى بالتبرع بجميع أملاكه للفقراء والأعمال الخيرية، كما أوصى بدفنه في المكان الذي يوجد به ضريحه الآن، والمعروف ب"ضريح سيدي بوعراقية"، وعندما توفي أصبح ضريحه مزارًا للعديد من سكان طنجة، الذين يزورونه ل"التبرك به"، باعتبار صاحبه أحد "أولياء الله"، حسب الاعتقاد السائد لديهم. ومما ساهم أيضا في رفع مكانة وشهرة الضريح، قيام سلطان المغرب "الحسن الأول" (حكم بين عامي 1873 و1894) بتفقده، أثناء زيارته لطنجة، عام 1889 م، فصار أحد أشهر مزارات المدينة، كما ابتدع السكان تقليد الاحتفال ب"اليوم السابع للمولد النبوي الشريف"، بحمل الهدايا إلى الضريح، في موكب يجوب أهم شوارع المدينة. وخلال فترة الانتداب الدولي التي خضعت لها مدينة طنجة من 1904 - 1956، منعت سلطات الإدارة الدولية إحياء التقليد، في أربعينات القرن الماضي، بعدما صار يشكل مناسبة لتجمع المطالبين بجلاء الحماية الدولية عن المغرب، حيث كان رجال المقاومة المغربية ينشطون وسط جموع المحتفلين، ويرفعون شعارات ضد الحماية الدولية، قبل أن يعاد إحياؤه ابتداءً من سنة 2007.