دعت الهيئة العلمية لجماعة "العدل والإحسان" من وصفتهم ب "علماء المغرب" إلى بيان موقهم مما يجري في غزة من حرب إبادة مستمرة منذ سنتين، ومن التطبيع مع الصهاينة. وجاء في البيان الذي نشر على موقع الجماعة، أن "المغاربة ينتظرون من علمائهم أن يغادروا مقاعد الصمت، وينخرطوا في إمامة الناس في بيان مقتضى شرع الله فيما يجري بغزة، وفي الميادين والساحات، وفي النصح للحاكمين في هذا البلد، وتحريضهم على التوقف عن دعم العدو الصهيوني ومساندته بكل أنواع التطبيع".
وحاطب البيان "علماء المغرب" بالقول إن "الحجة قائمة، والمعاذير منقطعة، والمصاب جلل وأنتم قدوة هذه الأمة، يلزمكم ما لا يلزم عامة الناس". وناشد البيان ضمير من وصفهم ب "ملح البلد،" متسائلا: "هل ما زال ضمير سادتنا وعلمهم وإيمانهم وخشيتهم من الله تسمح بمزيد من الصمت أمام هول ما يجري في فلسطين منتهى مسرى حبيبنا صلى الله عليه وسلم ومبتدأ معراجه؟ فالسكوت في هذا المقام وهذا الزمان وأمام أهوال غزة خيانة لله ورسوله، واستجلاب لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، بمقتضى قوله تعالى: إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم (البقرة: 158-159)". وحسب نفس البيان فإن توقيته ودواعيه فرضهما الخطر الذي حل بالأمة "إذ إخوتنا في غزة يقتلون جماعيا بأبشع وأقذر صنوف التقتيل تدميرا وتفجيرا وتجويعا وتعطيشا وحصارا، على مرأى ومسمع من المسلمين والعالمين، منذ ما يقارب من السنتين وبدأ الناس يسقطون جماعة جوعا وعطشا وهم يستغيثون ويستنصرون، ولا مجيب، فحق علينا أن نتوجه بهذا النداء العاجل المعجّل لعلمائنا في هذا البلد الكريم من مغربنا الحبيب". وخلص البيان إلى أن "العلماء هم من يوقظ الأمة في مثل هذه الشدائد حكاما ومحكومين؛ ليبصروهم بواجبهم الزمني المعجّل في إغاثة أهلنا الملهوفين في غزة طعاما وماء ودواء وإيواء، في أدنى ما يجب حالا، وإن كان الواجب، كما في كريم علمكم يا علماءنا؛ الهبوب الجماعي للنصرة استجابة لأمر الله تعالى: وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر (الأنفال:73)".