كشف موقع "ويكيليكس" أن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة عبر عن فرحته العميقة عندما توصل برسالة شكر وتهنئة من الملك المغربي محمد السادس بعد تغلب منتخب الجزائري على نظيره المصري بهدف مقابل لا شيء في ملعب أم درمان بالسودان. وعبر بوتفليقة عن فرحته تلك، كما جاء في تسريبات "ويكيليكس"، خلال لقاء جمعه مع قائد القوات الأمريكية في إفريقيا الجنرال وارد. في مقابل ذلك، اشتكى بوتفليقة من الصحافة المصرية بعد مباراة المنتخبين، وقال إنها تصرفت بشكل غير لائق اتجاه الجزائر، لكنه شدد على أنه "لا يمكن للبلدين أن يضحيا بعلاقاتهما الاقتصادية والسياسية بسبب حدث رياضي"، مشيرا إلى أنه رفض الوساطة التي اقترحها الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى لإيجاد حل للأزمة. وفي ما يتعلق بمحاربة الإرهاب في بلدان المغرب، أعرب عبد العزيز بوتفليقة، حسب موقع "ويكيليكس"، أمام الجنرال وارد عن ارتياحه لجهود دول الساحل الأفريقي لاستئصال الإرهاب، لكنه انتقد بشدة موقف رئيس مالي أمادو توماني توري قائلا: "لا يمكن أن يكون -الرئيس المالي- صديقا للصوص وضحية للإرهاب في آن واحد"، داعيا الولاياتالمتحدة بإبلاغ المعني هذا الأمر. وحول الضغط الذي تمارسه مصر على حدودها مع غزة، صرح الرئيس الجزائري أنه يتفهم قرار المصريين، وقال إنه لو كانت الجزائر في نفس الموقف لما تصرفت بالطريقة ذاتها. وأنهى حديثه مع الجنرال الأمريكي قائلا: "من الأنسب أن تنصب الجهود الدبلوماسية المصرية على مشكلة غزة وليس ضد الجزائر". من جهة أخرى، أظهرت تسريبات "ويكيليكس" أن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة صرح للجنرال وارد أن الجيش الجزائري "يخضع لأوامر المدنيين"، وأن "الشرعية التاريخية والثورية كوسيلة للوصول إلى الحكم أصبحت غير سارية المفعول". الرئيس الجزائري أضاف، بحسب "ويكيليكس"، أن جيش بلاده اتخذ تدابير أمنية صارمة في تسعينيات القرن الماضي بهدف "إنقاذ البلاد" من الهلاك والفوضى، موضحا أن في الجزائر لا قانون يعلو فوق الدستور وأن فكرة ممارسة الحكم باسم الشرعية الثورية أو التاريخية أكل الدهر عليها وشرب". وفي سؤال عن عدم ترشح الجنرالات أنفسهم لخوض غمار الانتخابات الرئاسية، أجاب بوتفليقة ضاحكا: "بالطبع الجنرالات يدركون مدى صعوبة المهمة، لذا امتنعوا عن الترشح".