الخارجية الأمريكية تسلط الضوء على استراتيجية المغرب الشاملة في مجال مكافحة الإرهاب        مندوبية السامية للتخطيط…ارتفاع الرقم الاستدلال للأثمان عند الإنتاج بنسبة 9,2 في المائة        آخر ساعات بشار الأسد في سوريا .. الرئيس يخدع المقربين لضمان الهروب    نادي اتحاد طنجة يجهز جنازة أخريف    كيف سيعزز المغرب مكانته إقتصاديا؟ محلل إقتصادي يجيب ل"رسالة24″    دفاع الناصري يرفض "شهادة عن بعد"    توقعات أحوال الطقس ليوم غد السبت    صلاة الجنازة على عبد اللطيف أخريف تُقام الأحد بحضور جماهيري واسع    بنشعبون: شراكة المغرب وفرنسا ملهمة    "اللبؤات" يتراجعن في ترتيب "الفيفا"    نهضة الزمامرة والمغرب الفاسي في صراع محتدم على الوصافة    اعتقال 3 باكستانيين في طنجة متورطين في الاتجار في البشر عبر الهجرة السرية    الفنانة شيماء عبد العزيز تعلن طلاقها بشكل رسمي    بالأمل سيكْتملُ في سوريا.. ربيعُها المُؤجّل!        حكيمي في التشكيل المثالي للجولة السادسة من دوري أبطال أوروبا    الرابور المغربي "الغراندي طوطو" يتألق في "بيلبورد العربية" ويحصد 3 جوائز بارزة    أوكرانيا تشتكي هجمات على الطاقة    الحكومة الانتقالية السورية تعلن البحث عن الصحافي الأمريكي أوستن تايس وإطلاق سراح مواطن أمريكي آخر        مطالب مغربية بأجرأة "الدمج الرقمي" وتحسين أوضاع الموظفين ذوي الإعاقة    كيوسك الجمعة | ممثلة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي تشيد بتعميم آليات الحماية الاجتماعية    إعفاء المنتخب المغربي النسوي تحت 20 سنة من خوض الدور الأول من تصفيات مونديال 2026    إدانة الناخب الصيني السابق لكرة القدم بالسجن 20 سنة            سقوط بشار الاسد يرعب تل أبيب!    لماذا لا تستفيد بلداننا من برغماتية وعقلانية قادة التحالف الأوراسي؟    أسماء المرابط: الشريعة ليست قانونًا جامدًا.. وهيمنة الرؤية الغربية أدت لتراجع القيم الإنسانية في العالم الإسلامي    أسعار النفط تغلق على انخفاض    الفساد إنكار لحقوق الإنسان الأساسية    افتتاح محطة الكهرباء "صاحب الجلالة الملك محمد السادس" في نيامي    السلطات في الجزائر تقرر إبقاء الكاتب بوعلام صنصال رهن الحبس المؤقت    الرئيس التنفيذي لشركة "غوغل": تطوير الذكاء الاصطناعي لن يُحدث تغييراً كبيراً في سنة 2025    بوريطة: دول الخليج تمثل العمق الاستراتيجي للمغرب وأمنها واستقرارها جزء لا يتجزأ من أمن واستقرار المملكة المغربية    لص يقتحم مطعماً للسمك بطنجة ويستولي على مبلغ مالي وممتلكات    مؤتمر يستحضر "دبلوماسية الفنون" .. بنسعيد: ثقافة المملكة قوة ناعمة    جمعية أنوار للمساواة والمواطنة تطلق النسخة الثانية من "هاكتون المبادرات المواطنة مع ومن أجل الشباب"    بايتاس يوزع جوائز المجتمع المدني مشيدا ب"أدوار الجمعيات في مواكبة تطور المجتمع"            بايتاس: التغطية الصحية لا يمكن أن تنجح تماما من العام الأول والحكومة خففت الضغط الضريبي على الموظفين والمتقاعدين    مداخيل الجمارك تفوق 83 مليار درهم عند متم نونبر    الانفراد بالنفس مفيد للصحة النفسية    إصدار جديد للباحث محمد تنفو ملامح من الرواية الأفريقية: المجتمع والتراث والتاريخ    أوضاع "التجارة غير المالية" بالمغرب    القضاء المغربي في مواجهة التفاهة لحماية القيم الاجتماعية    حملة تحسيسية لمحاربة السيدا بمدرسة ابن حمديس بآزمور    أسباب محتملة وأعراض .. ما المعروف عن "شلل النوم"؟    افتتاح مركز للتعليم العلاجي بالرباط    دراسة: كبار السن أكثر قدرة على استحمال ارتفاع الحرارة    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    بلاغ لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بخصوص استخلاص مصاريف الحج    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أسماء المرابط: الشريعة ليست قانونًا جامدًا.. وهيمنة الرؤية الغربية أدت لتراجع القيم الإنسانية في العالم الإسلامي
نشر في لكم يوم 13 - 12 - 2024

أكدت الباحثة المغربية في الفكر الإسلامي، أسماء المرابط، على أهمية التوفيق بين القيم الكونية والمرجعيات الثقافية والدينية المحلية، مشددة على أن تحقيق هذا التوازن يُعد أحد أبرز التحديات التي تواجه المجتمع المغربي اليوم. مشيرة إلى "أن التوفيق بين حقوق الإنسان العالمية والمبادئ الدينية ليس فقط ضرورة ملحة، بل هو أيضا اختبار حقيقي لقدرتنا على تحقيق انسجام فكري واجتماعي".
أوضحت المرابط أن الدستور المغربي يُبرز هذا التوازن بوضوح من خلال التزامه بحقوق الإنسان كما هي متعارف عليها عالميا، مع التأكيد في الوقت ذاته على أهمية الدين الإسلامي المعتدل كركيزة أساسية للهوية الوطنية. مضيفة أن : "هذا الاختيار الدستوري يعكس إرادة سياسية واضحة لتحقيق الانسجام بين القيم العالمية والإطار الديني الوطني"، لكنها أشارت إلى أن التحدي الأكبر يكمن في تطبيق هذا التوازن على المستوى الاجتماعي، حيث تظهر مقاومة واضحة عند محاولة تنفيذ أي إصلاح قانوني.

وتعد أسماء المرابط من الأصوات الرائدة في الفكر الإصلاحي الإسلامي، حيث صدر لها كتاب بعنون "الإسلام والحريات الأساسية: من أجل أخلاقيات كونية" عام 2023، والذي كان موضوع المحاضرة التي نظمها معهد "الموافقة" لعلم اللاهوت، مساء يوم الخميس 12 دجنبر الحالي بالرباط.
وخلال المحاضرة، أشارت المرابط إلى أن القضايا المتعلقة بالحريات الفردية والإصلاحات القانونية غالبا ما تُثير توترات اجتماعية وسياسية عميقة. وقالت: "أي محاولة لإجراء إصلاح قانوني جديد تواجه اعتراضات من جهات متعددة، مما يُبرز الحاجة إلى إعادة النظر في النصوص الدينية من منظور إنساني يأخذ في الحسبان القيم الكونية".
وشددت على أن هذه القيم ليست حكرا على الغرب، بل هي جزء من التراث الإنساني المشترك، قائلة: "القيم التي نعتبرها عالمية اليوم كانت موجودة في ثقافات متنوعة، بما في ذلك العالم الإسلامي، لكنها تراجعت نتيجة هيمنة الرؤية الغربية".
كما أوضحت الباحثة أن مفهوم "العقلانية العالمية" يجب أن يشمل تعددية الآراء والثقافات، داعية إلى تبني ما أسمته ب "الفكر الحدودي"، الذي يتيح مساحة للنقد الذاتي والانفتاح على الثقافات الأخرى. وأضافت قولها: "نحن بحاجة إلى رؤية جديدة تُتيح إعادة التفكير في القيم الكونية بشكل نقدي وبناء".
وينطوي الحديث عن "الفكر الحدودي" على ضرورة فهم أن هناك حدودا بين القيم الثقافية والإيديولوجية التي قد تكون متناقضة في بعض الأحيان. لذلك شددت الباحثة على ضرورة عدم الانصياع بشكل كامل للمفاهيم الغربية التي تطالب بتوحيد القيم الإنسانية، بل بدلا من ذلك، يجب أن يتم تبني فكر نقدي يعترف بالخصوصيات الثقافية والدينية للمجتمعات الإسلامية، مع الحفاظ على فكرة "الإنسانية" كقيم عالمية.
في سياق حديثها عن العلاقة بين الدين والسياسة، قالت الباحثة إن "الحقوق الإلهية" التي يتم ترويجها في بعض السياقات، سواء في العالم الإسلامي أو في غيره من المجتمعات، بحاجة إلى إعادة النظر والنقد العميق. ورأت أن هذه الحقوق، على الرغم من تبريرها في بعض الأحيان بالقيم الدينية، غالبا ما تُستخدم لتبرير أشكال من الهيمنة والتسلط على الشعوب، مما يخلق تباينا واضحا بين ما يُسمى "الحقوق الإلهية" وما يتطلبه العصر الحديث من حقوق إنسانية عالمية.
كما تناولت المرابط التأثير السلبي للتفسيرات التقليدية للنصوص الدينية، مشيرة إلى أن هذه التفسيرات أصبحت مقيدة بفعل البيروقراطية الاستعمارية التي فرضت فهما جامدا للإسلام. وأوضحت أن الشريعة في أصلها تعني الطريق أو النهج، وهي ليست قانونا جامدا، بل مجموعة من المبادئ التي تهدف لتحقيق المصلحة العامة.
وشددت الباحثة المغربية على ضرورة تجاوز السرديات التي تقدس النصوص القانونية وتعتبرها غير قابلة للنقد، موضحة أن المهمة الأولى للفقهاء كانت البحث عن حلول تتناسب مع السياق الاجتماعي. وأضافت: "التفسير السائد حاليا للنصوص الدينية أصبح عقبة أمام تحقيق الإصلاحات والمصلحة العامة".
وأوضحت المرابط التداخل بين الدين والقانون يمكن أن يؤدي إلى مشكلات كبيرة، خاصة عندما تُستخدم هذه المفاهيم لفرض قوانين تقييدية أو تبرير التمييز. وذكرت أن التأثيرات الاستعمارية قد أضافت طبقة من التعقيد على هذه العملية، حيث تم فرض أنظمة قانونية مستوردة لم تكن تتماشى مع التقاليد الدينية والثقافية في تلك المناطق. وقالت: "لقد خُلطت القوانين الاستعمارية بالقوانين الدينية، وأدى ذلك إلى نظام قانوني لا يعكس القيم الدينية الأصلية للمجتمع بل يُستخدم لأغراض سياسية".
وأكدت أن الإصلاحات القانونية والاجتماعية يجب أن تكون جزءا من مشروع وطني شامل يهدف إلى تحقيق التوازن بين القيم الإنسانية المتعارف عليها عالميا والمبادئ الدينية المحلية. مشيرة إلى أن "تحقيق هذا التوازن يتطلب شجاعة فكرية وإرادة سياسية قوية لدفع عجلة التغيير". وأوصت بضرورة أن يستند هذا المشروع الوطني إلى فهم مشترك بأن القيم العالمية ليست نتاج ثقافة واحدة، بل هي ثمرة تفاعل تاريخي بين مختلف الحضارات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.