أقر عزيز أخنوش رئيس التجمع الوطني للأحرار بأنه "وقف على عدد من التحديات التي تواجه المنتخبين من قبيل الوضعية الاعتبارية والمؤسساتية للمنتخبين، إضافة إلى التحديات المرتبطة بالاختصاصات والإمكانيات المالية والبشرية، والتحديات المرتبطة بالالتقائية في البرامج والمخططات الترابية، والتحديات المرتبطة بالتواصل والتكوين المرتبط بالمنتخبين". وأوضح أخنوش في لقاء المنتدى الوطني للمنتخبين التجمعيين بمدينة أكادير، السبت، مخاطبا منتخبي حزبه، "علينا أن نقف فقط على التشخيص، لأن التشخيص يعرفه الجميع، ولذلك يجب على الفيدرالية الوطنية للمنتخبين أن تتبع هذا الورش وتترافع على هذه الخلاصات لدى الجهات والفاعلين المعنيين. كما يجب على الفيدرالية أن تترافع على عدد من القضايا التي تهم تجويد العمل الترابي، وأن نتقاسم هذا التصور كل الهيئات والمؤسسات ومع الأحزاب السياسية ، سواء في الأغلبية أو في المعارضة". وشدد أخنوش على أننا " في الحكومة أوفينا بعدد من التزاماتنا مع المغاربة، وواجهنا الكثير من التحديات على الرغم من كل الظروف التي تعرفونها جميعا، وما تزال تنتظرنا تحديات ومواعيد يجب أن ننجح فيها جميعا، على غرار كأس إفريقيا وكأس العالم. وسنواكب المدن التي من المنتظر أن تحتضن هذه التظاهرات الدولية الكبيرة، على مستوى البنيات التحتية والجمالية وفضاءات الاستقبال، لنكون في مستوى هذه الأحداث العالمية. كما سنقف كذلك إلى جانبكم لتوفوا بالالتزامات التي تربطكم بالمواطنات والمواطنين. فنحن لم نأت إلى التدبير لنضيع الزمن التنموي للمغاربة، ولم نأت إلى التدبير لندخل مع حلفائنا في الصراعات الفارغة كما كان يحدث في السابق. نحن موجودون في التدبير لأننا نريد التنمية الشاملة للمغاربة، نريد أن يرتاح المغاربة لمستقبلهم ولمستقبل أبنائهم، والمهم عندنا هي التنمية ولا شيء غير التنمية"، وفق تعبيره. واعتبر أخنوش أن "جولات المنتخبين كونت لديكم فكرة وتصور بخصوص العرض الذي يمكن أن نجيب من خلاله على عدد من الإشكالات الترابية. وأشار إلى أن هذه المنتديات مناسبة "لمواكبة المنتخبين التجمعيين، وفتح هذا الورش بكل جرأة وبكل مسؤولية سياسية وهذا بطبيعة الحال بالتشاور مع جميع المؤسسات التي لديها دورها في تجويد العمل الجماعي. كما أن هذه النقاشات التي دامت أكثر من سنة، بنت تصورا لمستقبل الجماعات الترابية والغرف المهنية، مما يستلزم منكم، كمنتخبين أن تدافعوا على هذا التصور أمام الجهات المسؤولة، لأنه يتضمن الكثير من المقترحات والخلاصات المهمة جدا، التي يمكن أن تجوّد العمل الجماعي وتقوّي دور المنتخب". وبسط أخنوش أربعة محاور خصلت إليها ملاحظات واقتراحات المنتخبين التجمعيين بشأن تحسين الوضعية المالية للجماعات الترابية، وعلى رأسها أن بعض الضرائب المحلية المهمة بقيت مشتتة ومن الصعب تحصيلها. وهذا يعني أن موارد مالية كبيرة تضيع للجماعات، تم تسميتها باسم "الضريبة المحلية للاستهلاك". وبخصوص مردودية الممتلكات الجماعية، روى أخنوش أنه تم اقتراح أن ممتلكات الجماعات، خاصة الممتلكات العقارية، يجب أن تشكل مصدرا مهما لتمويل البرامج الجماعية، فلم يعد من المقبول أن تكري الجماعات عقارات للأغيار بثمن لم يتغير من الخمسينات أو الستينات، فضلا عن أن خلق آليات جديدة للقروض والتمويلات عبر تسهيل الإجراءات والمساطر المرتبطة بالاقتراض بالنسبة للجماعات الترابية، وفي الآن نفسه اقتراح مراجعة شاملة لإجراءات صندوق التجهيز الجماعي (FEC) .. لتحسن طريقة استفادة الجماعات من قروض هذا الصندوق، مع العمل على مراجعة أسعار فوائد القروض التي ستساهم في تخفيف العبأ على خزينة الجماعات وستساعد في الاستثمارات المحلية. وهنا يمكن أن نستحضر تجربة جماعة أكادير بخصوص التمويلات المبتكرة، وهي التمويلات التي التجأت إليها كذلك جماعة الدارالبيضاء. هذه التجربة المبتكرة يمكن أن تلجأ لها باقي الجماعات الترابية المؤهلة لذلك"، بحسب أخنوش. أما ما يهم الضريبة على القيمة المضافة (TVA)، قدم أخنوش مقترحات المنتخبين التجمعيين بخصوص إعادة النظر في المعايير والشروط المعمول بها منذ سنة 1996 في توزيع حصة الجماعات الترابية من الضريبة على القيمة المضافة، ضمانا للعدالة المجالية، خاصة وأن عائدات ال TVA عرفت ارتفاعا مهما في السنوات الماضية، وهو ما يجب أن ينعكس على التحويلات التي يجب أن تتلقاها الجماعات. كما طالب منتخبو "الأحرار"، وفق أخنوش، برفع نسبة الضريبة على القيمة المضافة التي تستفيد منها الجماعات الترابية إلى 33% عوض 30% المعمول بها حاليا، والتي يعود تاريخ القانون المحدد لها لسنة 1985، على أساس أن الحد الأدنى للميزانية السنوية للاستثمار لا يجب أن تقل عن 2 مليون درهم مهما كان حجم هذه الجماعة. من جانب آخر، اقترح منتخبو "الأحرار"، وفق كلمة أخنوش، "تطوير الموارد البشرية التي تشتغل داخل الجماعات، وأن نعززها بكفاءات جديدة نوفر لها الظروف الملائمة لتساهم في تنمية الجماعات الترابية".