في أعقاب المباراة التي جمعت المنتخب المغربي النسوي بنظيره الألماني أمس الإثنين 24 يوليوز 2023، والتي انتهت بهزيمته بستة أهداف دون رد، انهالت العديد من المنشورات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تحمل عبارات التنمر والسخرية من اللاعبات المغربيات. حملة تنمر لا تخلو من طابع جنحي حملة التنمر هذه زاوجت بين نشر فيديوهات مقتطفة من سيتكومات فكاهية، تجسد نساء يقمن بتداريب استعدادا لمباراة كرة القدم، ومنشورات استفزازية، بعضها يربط المرأة بالمطبخ وأخرى بالسرير، وبلغ الحد ببعض المنشورات أن تصف اللاعبات بأبشع وأحط العبارات، وهو ما قد يحمل طابعا جنحيا. أغلب المنشورات التي تتضمن تنمرا، نشرت على صفحات وحسابات مجهولة الهوية، من بينها منشور على صفحة (زارابوسكا) ونصه:" انطلاق حملة " كوزينتك" بعد خسارة المنتخب النسوي أمام الماكينات الالمانية بسداسية"، مصحوب بفيديو مركب من لقطات من مباراة سابقة للمنتخب النسوي ضد البرازيل وتعليق يهاجم اللاعبات والمدرب، ووصفا لإحدى اللاعبات بعبارة "عِلَّة اللبؤات"، ومليء بعبارات تحقيرية تهدف إلى ربط المرأة بالمطبخ. شجب لحملة التنمر مقابل هذه الحملة التي تخاض في الغالب بحسابات مزيفة، برزت العديد من المنشورات من مدونين وفاعلين تستنكر وتشجب هذه الحملة وتدعو إلى دعم المنتخب النسوي، وتقدير الظروف التي أحاطت بالهزيمة. وعلى عكس "المساهمين" في حملة التنمر، صدرت التشجيعات عن شخصيات عامة، من أساتذة جامعيين وصحفيين ومحامين ونشطاء حقوقيين وسياسيين، الذين أبدوا تأييدهم ومساندتهم للفريق، وتفهمهم لأسباب الهزيمة. من أمثلة هذه المنشورات كتب عبد الرحمان الشرقاوي (أستاذ القانون المدني بجامعة محمد الخامس): "للأسف، لم أتمكن من مشاهدة مباراة المنتخب النسوي، بالنظر لتزامنها مع مشاركتي في مباراة توظيف بجامعة الحسن الثاني، حقا، صدمت حينما رأيت حجم التعليقات السلبية على نتيجة المباراة، ربما، هؤلاء يفتقدون لكل المقومات الأخلاقية والفنية،" وختم بالقول "باختصار، برافو لاعبات المنتخب المغربي؛ فمن يفهم في الرياضة ويلعب كرة القدم يعلم جيدا، أن فيها الرابح والخاسر، وحظ موفق في قادم المباريات". في نفس الاتجاه كتب يوسف حمداوي (الناشط المدني والمدرب الرقمي): "كمية التنمر على لاعبات المنتخب النسوي لكرة القدم غير مبررة وكاتجيب التقية … صراحة بنادم خصو يزيد السوايع فتابنادميت"، بدوره الصحفي محمد لشهب، اعتبر أن النجاحات الرياضية للمغرب مؤخرا رفعت سقف الطموحات وجعلت توقعاتنا أكبر من اللازم، مضيفا أن "هزيمة المنتخب المغربي النسوي اليوم أمام ألمانيا عادية"، وأضاف لشهب أن ذلك "لا يعني أن نسخر من لاعبات المنتخب ونستهزئ بهن كما يفعل بعض المتربصين ممن لهم عقد مكبوتة ضد المرأة ونجاحاتها، كما لا يعني أن نقول لهن براڤو وهن خاسرات بالستة". محمد عبد الكريم في منشور على صفحته على الفايسبوك اعتبر أن "التنمر المبني على جدية وتصريف أحقاد ذكورية معينة"، موضحا، في رد ربط المرأة بالمطبخ "صحاب المرا بلاصتها الكوزينة نتوما اصلا كتجاهلو ان الطباخين الكبار فالعالم ذكور"، مضيفا "واذا كانت المرا بلاصتها الكوزينة راه كاينين لاعبات فمنتخب المانيا مثلا كيديرو كونترول افضل من لاعبي البطولة المغربية". بدورها المدونة إيمان صبير قالت في منشور على حسابها الشخصي على فايسبوك :"منذ الصباح وانا اتابع التدوينات على مواقع التواصل الاجتماعي، وأستغرب كثيرا لكمية التنمر والسخرية من أداء لاعبات المنتخب النسوي لكرة القدم في المقابلة التي جمعته اليوم بمنتخب ألمانيا. " مضيفة: "فأحد أسوأ وأبشع السلوكيات البشرية المؤذية التنمر وكسر الخواطر والروح، فللأسف نحن نعيش فِي مجتمع إذا فشلت فيه تموت من التنمر، وإذا نجحت فيه تموت من الحسد". في ذات السياق محمد بوكرمان (محامي)، نشر منشور على حسابه على فايسبوك عنونه ب "التنمر المبني على النوع"، ذكر فيه المتنمرين بحيثيات الهزيمة من قوة المنتخب الألماني وتجربته ونقص تجربة المنتخب المغربي، مع الإشارة إلى مجالات تفوقت فيها المرأة المغربية، معتبرا كل ذلك "نماذج على سبيل المثال لا الحصر، لما حققته النساء المغربيات، لن تنتقص منها نتيجة مباراة أمام فريق عالمي عريق".