أغلق محتجون غاضبون من الرئيس إيمانويل ماكرون وخطته لرفع سن التقاعد طريق الوصول إلى مبنى مطار وجلسوا على سكة قطارات واشتبكوا مع الشرطة وألقوا مقذوفات على مركز للشرطة في يوم من الاحتجاجات شمل جميع أنحاء فرنسا. وتصدت الشرطة بالغاز المسيل للدموع للمحتجين في مدينة نانت في غرب البلاد. وأظهرت لقطات لقناة بي.إف.إم التلفزيونية استخدام الشرطة لمدافع المياه في مدينة رين. وفي الغرب أيضا في لوريان، قالت صحيفة ويست فرانس إن المقذوفات تسببت في حريق لفترة وجيزة في ساحة مركز للشرطة. وتعرض مطار رواسي-شارل ديجول على مشارف باريس لتصرفات جانحة من عمال. وقرب تولوز في الجنوب الغربي، تسبب حرق أكوام أنقاض في منع حركة المرور على طريق سريع وتصاعدت سحب الدخان. وقال فيليبي مارتينيز زعيم الكونفدرالية العامة للشغل في بداية تجمع حاشد في باريس "هناك كثير من الغضب، وضع متفجر". ودعا زعماء النقابات العمالية إلى التزام الهدوء لكنهم عبروا عن غضبهم مما وصفوه تصريحات ماكرون "الاستفزازية". وخرج ماكرون عن صمته لأسابيع بشأن السياسة الجديدة ليقول إنه سيصمد وإن القانون سيدخل حيز التنفيذ بحلول نهاية العام. وشبّه ماكرون الاحتجاجات الفرنسية باقتحام مقر الكونجرس الأمريكي في السادس من يناير كانون الثاني 2021. وأظهرت استطلاعات للرأي منذ فترة طويلة أن غالبية الناخبين عارضوا تمديد سن التقاعد عامين إلى 64 عاما. وزاد غضب الناخبين بعد قرار الحكومة الأسبوع الماضي تمرير تعديلات التقاعد في البرلمان دون إجراء تصويت وبعد تعليقات لماكرون أدلى بها أمس الأربعاء. وقالت لوسيل بيدي (27 عاما)، وهي مسؤولة برمجة في الخطوط الجوية الفرنسية، أمام حشد في نانت إنها تشارك في الإضراب "للاحتجاج على تعديلات نظام التقاعد، وأيضا ضد ما يحدث في الحكومة". وأضافت "إنهم لم يعودوا يستمعون إلى الناس". وقالت سيلين فيرزيليتي من الكونفدرالية العامة للشغل لمحطة راديو فرانس إنتر إن ماكرون هو "من أشعل النار في البلاد". واجتذبت الاحتجاجات ضد التغييرات، والتي شملت أيضا زيادة عدد سنوات العمل حتى يتمكن المواطن من الحصول على معاش التقاعد كاملا، حشودا ضخمة في مظاهرات نظمتها النقابات منذ يناير كانون الثاني. وتمثل أحدث موجة من الاحتجاجات أكبر تحد لسلطة الرئيس منذ احتجاجات "السترات الصفراء" قبل أربعة أعوام. وقال ويلي مانسل (42 عاما)، وهو عامل في برنامج ترفيهي، في مسيرة نانت "الشارع له شرعية في فرنسا. إذا كان السيد ماكرون لا يتذكر هذه الحقيقة التاريخية، فأنا لا أعرف ما الذي يفعله هنا". وخضم أجر أيام المشاركة في الإضراب يرهق العمال في وقت تشهد فيه البلاد زيادة في معدلات التضخم، وتأمل الحكومة أن تفقد الاحتجاجات والإضرابات زخمها في نهاية المطاف. وقال أوليفييه دوسوبت وزير العمل إن الحكومة لا تنكر حالة التوتر بالبلاد لكنها تريد المضي قدما في التغييرات.