قال رجل الأعمال المغربي نور الدين عيوش أن الوقت قد حان لكي لا يبقى الملك فاعلا اقتصاديا ومنافسا لرجال الأعمال المغاربة. وقال عيوش إن مكانة الملك فوق الجميع، لذلك عليه أن يبتعد عن مباشرة الأعمال من خلال الشركات التي ورثها عن والده. جاء هذا في حوار مع يومية "ليزيكو"، الصادرة يوم الاثنين 28 فبراير2011. وأشار عيوش أنه سبق له أن قال منذ عشرة سنوات، أن الملك يجب أن يسود ولا يحكم، مضيفا انه سبق له أن دعا إلى تبني ديمقراطية حقيقية للمؤسسات بالمغرب، لأنها في صالح المغرب والملكية نفسها. وأوضح عيوش أن شخص الملك وحده لا يمكنه القيام بكل شيء من تسطير المشاريع والإشراف على انجازها. وأضاف عيوش أن المغرب بحاجة إلى حكامة جيدة لكي يقوم كل مسؤول بدوره بشكل واضح على المستويين الاقتصادي والسياسي . وبخصوص تأسيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي، اعتبر عيوش أنه ليس ردا على مطالب شباب 20 فبراير، لكنه فقط جاء بحكم الجدولة متزامنا يوما بعد المسيرات لا غير. وحول ردة فعل الباطرونا المغربية قال عيوش إن ردة فعلها جيدة، لكن عليها الاستماع لمطالب الشباب المتضمنة للحكامة الجيدة، ومحاربة الفساد والاحتكار والمحسوبية والزبونية وتطهير المجال الاقتصادي. وأشار عيوش إلى أن أغنياء المغرب هم نفسهم يستفيدون من قربهم من القصر في تنمية ثراوتهم، كما كان يحصل في عهد الحسن الثاني ومازال يحصل حتى يومنا هذا، مبديا تأسفه على ذلك. ودعا عيوش الأشخاص المقربين من الملك إلى الابتعاد عن مجال المال والأعمال، لأن مجال الاقتصاد هو مجال للصراع والتنافس وتضارب مصالح، على حد تعبير. واعتبر عيوش أن خروج منير الماجيدي، الكاتب الخاص للملك، من الاستثمار في الإشهار المخصص للشركات الإعلامية يعتبر خطوة جيدة لكنها غير كافية، مضيفا أن على الماجيدي، باعتباره كاتبا خاصا للملك، الابتعاد عن مجال المال والأعمال. و بخصوص الهولدينغ الملكي الذي أعلن عن خروجه من الاستثمار في المواد الأساسية بيبعه في الأسابيع المقبلة لكل من شركة الزيوت "لوسيور" و"كوزيمار" للسكر و"سنطرا لتيير" للحليب، أكد عيوش على أن الهولدنيغ الملكي سيقوم ببيع شركات أخرى، كما نصح مسيري ثروة الملك بالإبقاء على ثروة الملك كمدعم للاستثمارات فقط بعيدا عن المنافسة مع المقاولين المغاربة. وبخصوص سلطات الملك السياسية قال عيوش إن الملك يقوم بكل شيء ليس لأنه ليست هناك كفاءات مغربية في الاقتصاد والسياسية والثقافة لكن لأنه ليس هناك توزيع جيد للسلطة. كما دعا رجل الأعمال المغربي، صديق الملك فؤاد عالي الهمة بالابتعاد عن الساحة السياسية، لان قربه من الملك وظهوره بجانبه، جعل من حزب "الأصالة والمعاصرة"، مرتبطا بلقب "الحزب الملكي"، واستدرك عيوش قائلا: "أنا ضد حل حزب "البام" ومع تأهيل كل الأحزاب السياسية لتلعب دورها في إطار ملكية برلمانية مع فصل للسلط على الطريقة المغربية يشرف من خلالها الملك على ملفات الوحدة الترابية والخارجية والشأن الديني". وأوضح الفاعل الجمعوي في حواره أنه نزل للاحتجاج يوم 20 فبراير لأن الشباب صاحب المبادرة كان خطابه مقنعا وبعيدا عن ديماغوجية الأحزاب السياسية، ومرتبط بإصلاحات سياسية واقتصادية واضحة. كما أشار إلى أنه رغم التشويش على مسيرات 20 فبراير من طرف الإعلام الرسمي ليلة 19 من فبراير، إلا أنها لاقت تجاوبا كبيرا من طرف الشباب وباقي الفئات الأخرى، موضحا أن الشباب رفع مطالبه بصوت مرتفع عكس نخب الصالونات التي تردد نفس المطالب في جلسات خاصة في صالونات السياسية.