تسود حالة من عدم اليقين حول إمكانية انعقاد القمة العربية المقبلة في موعدها المحدد في فاتح نوفمبر بالجزائر، وذلك بسبب الخلافات العربية المتلاحقة. وردا على أنباء تأجيل هذه القمة، سارع وزير خارجية الجزائر، رمطان لعمامرة، اليوم الأحد، إلى التأكيد بأن الجزائر جاهزة لعقد القمة العربية. ونقلت صحيفة "النهار" الجزائرية ، ظهر اليوم الأحد، عن رمطان لعمامرة، قوله إن الجزائر جاهزة لاستضافة القمة العربية المقبلة في بلاده. وفي الواحد والثلاثين من يوليوز الماضي، أعلنت الجامعة العربية أن القمة، التي ستحتضنها الجزائر مطلع شهر نوفمبر المقبل، ستكون "قمة إجماع عربي". لكن منذ ذلك التاريخ جرت مياه كثيرة تحت الجسر، واندلعت عدة أزمات زادت من توتير العلاقات بين البلدان العربية، كان آخرها الأزمة الحديثة بين تونس والمغرب، على إثر استقبال الرئيس التونسي لزعيم جبهة "بوليساريو" التي تدعمها الجزائر وتطالب باستقلال إقليم الصحراء عن المغرب، وهو الإقليم الذي يعتبره المغرب جزءا لا يتجزأ من وحدته الترابية. وقبل ذلك أثار استقبال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، لرئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، استياء مصر التي رأت في هذا الموقف انحيازا من الجزائر لأثيوبيا في موضوع سد النهضة. وعلى إثر هذا الاستقبال صدرت تصريحات من العاصمة المصرية القاهرة، على لسان دبلوماسيين يتحفظون على ذكر أسمائهم حول تأجيل القمة العربية. ويربط مراقبون بين تأجيل القمة العربية، والزيارة المرتقبة غدا الاثنين لوزير الخارجية المصري سامح شكري إلى المغرب للقاء نظيره المغربي ناصر بوريطة. وهو ما رأى فيه مراقبون رد فعل مصري على استقبال الجزائر لرئيس الوزراء الإثيوبي خاصة في ظل غموض الموقف الجزائري بخصوص ملف سد النهضة، حيث ترى القاهرة أن الجزائر حادت عن موقف الوساطة الذي أرادت أن تقوم به بين البلدين. وتشير كل المعطيات المتداولة إعلاميا إلى احتمال تأجيل القمة العربية المقبلة، بسبب الخلافات العربية العربية، وأيضا بسبب المواقف الجزائرية التي لا تعجب الكثير من العواصم العربية، خاصة تقاربها مع إيران، واستقبالها لرئيس الوزراء الإثيوبي، وخلافها التاريخي مع المغرب حول قضية الصحراء، ورغبتها في استعادة سوريا مقعدها بالجامعة العربية.