منذ بداية الأسبوع الماضي، يشهد المغرب 6 حرائق غابات هي الأكبر من نوعها في تاريخ البلا، اندلعت في وقت متزامن بمناطق العرائش ووزان وتطوان وتازة شمال المغرب. وتواصل فرق الإطفاء المغربية إخماد الحرائق الأكبر في تاريخ المغرب، مستعينة بعناصر الجيش والدرك إضافة إلى الوقاية المدنية. وأعلنت السلطات، الأحد، إجلاء 1156 أسرة، إضافة إلى نحو 225 شخصا، وإسعاف 420 آخرين جراء حرائق الغابات المستمرة. أول زيارة لمسؤول حكومي وبعد مرور ستة أيام على اندلاع هذه الحراءق، قام وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد الصديقي،ليوم الاثنين، بزيارة ميدانية تفقدية إلى مجموعة من المناطق المتضررة من حرائق الغابات بالجماعتين الترابيتين سوق القلة وبوجديان بإقليمالعرائش. وكانت هذه أول زيارة لمسؤول حكومي إلى المناطق المتضررة، بعدما تصاعدت حدة النقد لعدم اكتراث الحكومة بما يعانيه سكان المناطق المتضررة. وأكد الصديقي أن زيارته الميدانية للمواقع التي كانت الأكثر تضررا من الحرائق التي عرفها إقليمالعرائش، مكنت من الاطلاع على ارض الواقع على حالة سكان هذه المناطق وعلى الأضرار الناجمة عن الحرائق، لاسيما ما يخص الجانب الغابوي والمنظومة البيئية للمنطقة. وأبرز الصديقي أن إحصاء الأضرار وتشخيص الوضع متواصل من قبل لجنة محلية تضم كل المتدخلين والمعنيين والتي ستضع قريبا تقريرا بعد الاحتواء النهائي للحرائق الغابوية، مبرزا أن هذا التشخيص سيشكل الأساس الذي سيمكن الحكومة من تنزيل برنامج يضم شقا عاجلا لمواكبة الساكنة، خصوصا القرى المتضررة، وشقا يشمل مشاريع مندمجة لإعادة هيكلة المنظومة المحلية، سواء الجانب الغابوي أو الأشجار المثمرة أو الإنتاج الفلاحي والحيواني. وشدد على أن الحكومة ستسرع في تنزيل هذا البرنامج لمواكبة وإغاثة الساكنة المتضررة. الحرائق الأكبر وفي17 يوليوز الجاري، أعلن فؤاد العسالي رئيس المركز الوطني لتدبير المخاطر المناخية بالوكالة الوطنية للمياه والغابات . أن "الحرائق المندلعة في البلاد هي الأكبر من نوعها، وأنه تمت السيطرة على 50 بالمئة منها". وقال العسالي، في تصريح لقناة "M24" التابعة للوكالة الرسمية، إن "المساحة المتضررة من هذا الحريق الذي يعتبر الأكبر من نوعه على الصعيد الوطني، بلغت حوالي 4600 هكتار". وأضاف أن "الجهود مكنت من تحويط الحريق نحو 50 في المئة، والجهود متواصلة لإتمام احتواء النيران في أقرب وقت". ولفت المسؤول المغربي إلى أن "مختلف فرق التدخل تقوم بجهود جبارة جداً برياً وجوياً لاحتواء الحريق في مناطق سوق القلة وبوجديان وتطفت ". وتابع: "أكثر من 1200 عنصر يعملون برياً لاحتواء النيران". وقالت وزارة الداخلية في بيان، إنه تم في محافظة تازة، توفير 12 صهريجا وطائرتين متخصصتين في إخماد النيران من نوع "كانادير"، و12 سيارة نقل وإسعاف. وأضافت أنه خلال 48 ساعة جرى في العرائش تنفيذ 34 طلعة إطفائية جوية لصب المياه بواسطة طائرات متخصصة في إخماد النيران من نوع "كنادير" و"توربو تراش". أسباب الحرائق وتأججت الحرائق في المغرب بسبب الحرارة المرتفعة التي تقترب من 40 درجة وتتجاوزها في بعض المناطق، وجراء الرياح الشرقية القوية. ولا تزال الأسباب المباشرة لحرائق غابات المغرب مجهولة، لكن العامل البشري غير مستبعد. ويعرف المغرب منذ أيام، موجة صيفية تجاوزت الحرارة فيها 45 درجة مئوية، بالتزامن مع جفاف استثنائي تعرفه المملكة وإجهاد مائي غير مسبوق. وتقول السلطات إن "أغلب نقاط الحرائق هي نتيجة لعمل الإنسان، إما تهوراً أو عمداً". حرائق 2021 وفي 15 ماي الماضي، أعلن المغرب أن سنة 2021 شهدت نحو 435 حريقاً. وتقدر المساحة المتضرّرة من حرائق 2021 بحوالي 3064 هكتارا، وفق الوكالة الوطنية للمياه والغابات. وأوضحت الوكالة، أن "سنة 2021 عرفت انخفاضا على مستوى عدد الحرائق والمساحة المحروقة مقارنة بسنة 2020، وذلك بنحو 15 و45 في المئة على التوالي". وتعتبر جهة الشمال الأكثر تضررا من حرائق الغابات، وشهدت 117 حريقاً، أي 27 في المئة من إجمالي عدد الحرائق على المستوى الوطني. وبلغت المساحة المتضررة من الحرائق في جهة الشمال 1577 هكتارا، بنسبة 51 بالمئة من إجمالي المساحة المحروقة على الصعيد الوطني، حسب الوكالة الوطنية للمياه والغابات. وتقول السلطات إن مؤشر المساحة المتضررة لكل حريق متجه نحو الانخفاض ما بين سنة 1960 و2021. وانتقل المؤشر من متوسط 14 هكتارا لكل حريق إلى 6 هكتارات لكل حريق. برنامج وقاية ووفق موازنة 2022 لوزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أقرت الحكومة برنامجا للوقاية من الحرائق. وخصصت وكالة المياه والغابات ميزانية قدرها 133 مليون درهم لبرنامج الوقاية للعام 2022. وتقول الوكالة، إنها أقرت عدة تدابير عملية تتمثل بالأساس في "الأعمال الوقائية للغابات، وصيانة مصدات النار، وتهيئة نقاط الماء، وفتح وإعادة تأهيل المسالك الغابوية، وإنشاء وصيانة أبراج المراقبة". ويشمل البرنامج أيضا: "التوعية والتحسيس بأخطار الحرائق، واقتناء معدات التدخلات الأولية، وتعبئة الحراس للرصد والإنذار عند اندلاع الحرائق". ويتعرّض المغرب سنوياً لحرائق في الغابات التي تغطي نحو 12 بالمئة من مساحته الإجمالية. وشهدت المملكة منذ بداية السنة الجارية وإلى 13 يوليو الجاري، ما يناهز 165 حريقا.