منذ أيام، والطابور الخامس..لا بل -الطابور السادس- يشن حملة ممنهجة ضد كل من سولت له نفسه الخروج عن الإجماع -إجماع الأمة- التي أصبحت بقدرة قادر في جيب أحزاب البلاط،الذين يريدون من كل من يضيق ذرعا باستبدادهم وبفسادهم،أن يطوح بكل مبادئه ويغمض كلتا عينيه،قبل أن يلتحق-ساجدا راكعا- بعصابة الإجماع الوطني المفترى عليه...بدعوى أن هناك خطر خارجي يستهدف ويمس بسيادة بلدنا الحبيب،والحال أن لا أحد يمس بسيادة بلدنا يوميا وعلى مدار الساعة، غير هذه الطغمة المتحكمة في الرقاب والأرض والأرزاق دون وجه حق...قبل أن يسردوا علينا-كاسيطتهم المشروخة-بضرورة التمترس والتجند وراءهم مثل العساكر أو إن شئنا الدقة،مثل-ببغاواة-نكرر ما يتلفظون به بنظام وانتظام مع-التبنديقة طبعا- دون أن يحترموا حقنا في الإختلاف معهم، وبالتالي معارضتهم جتى وإن تعلق الأمر بالقضية الوطنية المفترى عليها...نعم...قضية الصحراء ليست قضية وطنية، خصوصا إذا جعلتم من الوطنية هنا تحيل على المجال الترابي،أما عن الشعب فهذا غير وارد...على اعتبار أن الراحل الحسن الثاني رحمه الله اعتبر قضية الصحراء-قضية شخصية- من اختصاصه فقط هو ووزريه في الداخلية آنذاك، إدريس البصري..وهو مالم نراه تغير مع خلفه، رغم الخطابات التي تزعم العكس، إن قضية الصحراء لن تصبح قضية وطنية، عند -الطابور السادس- مالم تخضع للنقاش العمومي والتدبير الديمقراطي القائم على عدم اتخاذ أي قرار يهم قضية الصحراء دون العودة للشعب وممثليه الحقيقيين، بعيدا عن البهرجة والممثلين المزيفين المنحوتين على المقاس.. لصياغة إجماع مزيف يشهره النظام في شكل استعراضي في شكل فولكلوري أمام المنتظم الدولي، وهو مشهد يثير الشفقة، فمن أين نبدأ ياترى؟ هل من ساعة تقديم مشروع توسيع صلاحيات المينورسو لمراقبة حقوق الإنسان بالصحراء وتيندوف أم من هذا الذي يسمونه زورا وبهتانا ب -الإنتصار الديبلوماسي للمغرب-؟ بعدما سحبت أمريكا مشروعها..طيب... لنبدأ بساعة وضع المشروع الذي زلزل أركان النظام المغربي وباختصار شديد وبكل التجرد الممكن...لماذا لا نتساءل، لماذا لم تقم القيامة في الجزائر كما أقامها -الطابور السادس- عندنا؟ أليست تيندوف أرض جزائرية كما يشهد بذلك المخزن وأحزابه.. طيب.. لماذا لم يعتبروا هنالك أن مشروع أمريكا يمس بسيادتهم على اعتبار أن المشروع يتحدث عن توسيع صلاحيات المينورسو بمراقبة حقوق الإنسان في الصحراء وأيضا تيندوف؟..مهلا...إن معارضة الطابور السادس لمشروع مراقبة حقوق الإنسان بالصحراء وتيندوف، بهذا الشكل الرهيب والمثير للإندهاش يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الدولة المغربية ومن يجري في فلكها من أحزاب بني وي وي غير جادين في حل قضية الصحراء، لا بل يمكن الجزم بأنهم اتفقوا على عرقلة حل هذه القضية، بعدما كانوا يشنفون أسماعنا كل يوم بأن من يعرقل حل هذه القضية هو الطرف الآخر تارة أو المبعوث الرمسي كريستورفر روس أو..أو.. والثابث أن الدولة المغربية أو بعبارة أدق-الماسكين بزمام قضية الصحراء ضيعوا فرصة تاريخية لحل هذا الملف.. وذلك بشنهم حملة عدائية رهيبة ضد مشروع مراقبة حقوق الإنسان بالصحراء وتيندوف، في الوقت الذي رحبت فيه - البوليزاريو- بهذا المقترح...وهذا ما يشكل إدانة للدولة المغربية بشدة، ودليلنا على ذلك أنه لطالما قاد النظام المغربي حملات هوجاء ضد الجزائر والبوليزاريو متهما إياهما بابشع التهم، من بينها خرقهما لحقوق الإنسان بشكل سافر في تيندوف، وارتكاب جرائم يعاقب عليها القانون الدولي..وحينما تجيء ساعة الجد..وتحين ساعة التحقق من هذه المزاعم والإتهامات المتبادلة بين جميع الأطراف..نجد أن "الخصوم" يرحبون بالمقترح، في حين أن المخزن المغربي يرفض المقترح جملة وتفصيلا ويتخلق عن الموعد التاريخي..لا بل عمل عبر آلته الحزبية والمخابراتية والإعلامية على-شيطنة- هذه الآلية وتخوين كل من يغرد خارج سربه حتى وإن كان الأمر في صالح بلدنا المغرب وفي صالح المواطنين هنا والآخرين في تيندوف.. وهو تصرف أكد لنا نحن المغاربة العارفون ب -خروب بلادنا- كما يقال.. أن النظام المغربي فعلا يخرق حقوق الإنسان..لا بل..يرتكب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في المنطقة وباقي مناطق التراب المغربي..ويعرف فصولها واكتوى ولا يزال وسيكتوي بها الصحراويين في المستقبل..وهناك أدلة موثقة بالصوت والصورة يمنك للطابور السادس أن يعود إليها ليتأكد من خروقاته الجسيمة.. وفضائحه .. لقد اخلفتم الموعد مع التاريخ وضيعتم على أنفسكم وعلى الجميع التملي بعوراتكم أمام المرآة فيما يتعلق بحقوق الإنسان.. وفي إطار السيادة المفترى عليها.. وضيعتم علينا وهذا تعبير مجازي فقط.. أن نعاين فضائحكم الحقوقية التي تمارس ليس فقط في اصحراء، وإنما في الرباط وأيضا في الدارالبيضاء والشمال أيضا.. وأصبحت جبهة البوليزاريو في نظر العالم جبهة تحترم حقوق الإنسان ولا تخضى المارقبين الدوليين على عكس-مخزننا-نحن الذي يدعي عكس ما يمارسه ليلا ونهارا على المغاربة والصحراويين، ويقرن بقلة حياء قل نظيرها بين مراقبة انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها أجهزته الرسمية، يقرنها بالمس بالسيادة الوطنية، وهذي لعمري.. حقارة ودناءة قل مثيلها..وأما عن انتصاركم الديبلوماسي المزعوم.. فهذا يحسب ضدكم وليس لصالحكم.. لأنكم خائفون مرعوبون من أي -غريب- يفكر في الإطلاع على خروقاتكم وجرائمكم.. ضدكم لأن لديكم ما يقتضي الستر وعدم الفضح..لأن فضائحكم إن وثقها ونقلها المراقبون ستصبح كل الخطابات المهللة للدساتير المعلومة والإختيار الديمقراطي المفترى عليه.. مجرد دخان سيجارة سرعان ما يسبح في الهواء أمام الحقائق الثابتة...أما إذا كنتم فعلا تعتقدون أنه"انتصار ديبلوماسي" فلا حق لكم منذ هذه اللحظات بادعاء الوطنية والغيرة على البلد وسيادته.. لأنكم من وجهة نظرنا ونظر أحرار العالم الحر.. أنتم الخونة.. نعم..أ نتم الخونة.. لأنكم عطلتم حل قضية الصحراء.. لغرض في أنفسكم.. ومن يحدثني عن -الإجماع الوطني- من أجل الصحراء مستقبلا.. فليعلم أنني لن أتردد في لكمه.. لأنه وبقوة المنطق.. العدو رقم واحد لقضية الصحراء.