اعتبر الكاتب الوطني للجمعية المغربية لمدرسي الفلسفة، عبد الكريم سفير، أن "ادعاء الكاتب سعيد ناشيد تعرضه ظلما للعزل من الوظيفة العمومية بسبب كتاباته"، ادعاء طائش يعرض سمعة المغرب الحقوقية للمساءلة ويسىء لنفسه وللمثثفين. وقال سفير في رد على قرار عزل سعيد نشيد، في مقال نشره بموفع "أنفاس"، إن "ناشيد يريد أن يعطي للملف بعدا ايديولوجيا وسياسيا يرتبط بالتضييق على نشاطه الفكري وحرية التعبير واضطهاد الفلسفة"، معتبرا الأمر "غير مبرر" ولا يمكن أن يكون صحيحا إلا "عندما تصادر كتبه، ويحاكم من أجل أفكاره ويمنع من السفر لالقاء محاضراته أو الحضور لقنوات وتمنع أنشطته الثقافية في الملتقيات والندوات الوطنية والدولية".
وأشار الكاتب الوطني للجمعية المغربية لمدرسي الفلسفة، إلى أن ملف ناشيد، ملف تأديبي محض، تراكم منذ 1995 إلى 2021 خضع فيها الاستاذ لأربعة مجالس تأديبية واستفاد من التدرج في العقوبة من الانذار إلى التنبيه إلى التوبيخ وصولا للعزل, مشددا على أن الإنتاج الفكري ليس سببا للاخلال بالواجب المهني، قائلا "هل كان المرحوم الجابري أو العروي أو غيرهم يتذرعون بالانتاج الفكري للاخلال بالواجب المهني؟".
وتعليقا على حديث ناشيد عن نقطة التفتيش التي نالها وهي 19.50، أوضح سفير، الذي يعمل أستاذا لمادة الفلسفة بمدينة سطات، أن النظام المعمول به في التفتيش الابتدائي يقوم على الاقدمية وليس على الاستحقاق عكس تنقيط أساتذة الثانوي.
واعتبر سفير، أن ناشيد الذي بشر كثيرا بالفرح خلق موكبا من الحزن على ما لا يستحق أن يحزن عليه مثله، مضيفا " فشتان بين واقعه المهني كأستاذ للتعليم الابتدائي وبين إنجازاته المعرفية. فمقام الرجل أنه باحث وكاتب ومفكر".
وأكد الكاتب الوطني للجمعية المغربية لمدرسي الفلسفة، على أن "طلاق ناشيد والتعليم" يمكن أن يكون فأل خير عليه حتى يتفرغ للقراءة والكتابة والتفكير والتأليف وحضور الملتقيات الوطنية والدولية وفي القنوات بكل حرية.
وأضاف سفير، أن "المفكر يجب أن يكون مسؤولا وصادقا"، مشيرا إلى أن "جل أصدقاء ناشيد والذين يعرفونه تفاجأوا بخبر عزله"، لأنه أخبرهم "بأنه قد غادر سلك التعليم بعدما طلب التقاعد النسبي".
واختتم المتحدث، تعليقه بالتأكيد على أن "وضع الفلسفة وضع اعتباري جيد داخل منظومة التربية والتكوين والتعليم الجامعي وفي الساحة الثقافية ولا توجد أي قوى تشن حربا على الفلسفة وحرية التفلسف، وأن كل من يريد أن يزج بالفلسفة في معارك ايديولوجية فارغة فإن الجمعية ستتصدى له بكل قوة".