أكد مدير التراث بوزارة الثقافة ٬ صالح عبد الله العلوي٬ أن أشغال ترميم صومعة حسان ٬ إحدى المعالم الأثرية الهامة بمدينة الرباط ٬ ستنطلق بشكل فعلي في فبراير القادم. وأوضح العلوي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء اليوم الأربعاء ٬ أنه تم توفير كافة الشروط الضرورية لإنجاح عملية الترميم ٬ ولاسيما ما يتعلق بالتحقق من سلامة أساس الصومعة ومحيطها ٬ مضيفا أن الإعداد لهذه العملية شمل أيضا القيام بمجموعة من الدراسات ذات الصلة بالترميم ٬ وذلك بالنظر إلى "القيمة التاريخية والحضارية لهذه المعلمة" . وذكر في هذا الصدد ٬ أن وزارة الثقافة أطلقت ٬في إطار استراتيجيتها الرامية إلى الحفاظ على التراث الوطني وصيانته ٬ مجموعة من المشاريع الكبرى تهم ترميم وإعادة تهيئة عدد من المعالم الأثرية والتاريخية على صعيد المملكة ٬ كما هو الشأن بالنسبة ل"قصر البديع" بمراكش ٬ الذي رصدت له اعتمادات مالية تصل إلى 7 ملايين درهم٬ وكذلك "قصر الباهية" بالمدينة الحمراء ٬الذي تتجاوز التكلفة الإجمالية لعملية ترميمه 20 مليون درهم. وسجل العلوي أن المشاريع الكبرى لعمليات الترميم وإعادة التهيئة تشمل كذلك القصبات في المناطق القروية كقصبة "مهدية" بالقنيطرة وقصبة "بولعوان" بإقليم الجديدة وعددا من القصبات بالجنوب٬ إضافة إلى "قصر البحر" الواقع بضواحي مدينة آسفي. وأكد مدير التراث بوزارة الثقافة أن عمليات الترميم لها بعد اقتصادي وتنموي٬ يتوخى خلق مناصب شغل جديدة مباشرة وغير مباشرة٬ وذلك لجعل التراث رافعة اقتصادية حقيقية ٬ وخاصة في المناطق ذات النشاط الاقتصادي المحدود. وتجدر الاشارة إلى أن عمليات الترميم التي تشهدها حاليا عدد من المواقع الأثرية بالمملكة ٬ تندرج في سياق استراتيجية "التراث في أفق 2020" التي اعتمدتها وزارة الثقافة ٬ والتي ترتكز بالأساس على جانب إجرائي يهم ترميم وتثمين وصيانة التراث بكل أصنافه ٬ مع إحداث نظام معلوماتي كآلية مكملة لعملية الجرد ٬ وجانب تشريعي يهم مراجعة القانون المتعلق بالمحافظة على التراث الثقافي.