أعرب الملك محمد السادس٬ عن تعازيه الصادقة للشعب والإدارة الأمريكيين على إثر "الهجوم الشنيع الذي استهدف القنصلية الأمريكية ببنغازي وأفضى الى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى بين موظفي القنصلية". وأفاد بيان للديوان الملكي٬ يوم الأحد 16 سبتمبر٬ أن الملك ندد أيضا٬ خلال مباحثات هاتفية مع كاتبة الدولة الأمريكية٬ هيلاري كلينتون٬ بالاستفزازات المريبة وغير المقبولة التي تستهدف القيم المقدسة للدين الاسلامي. من جهة أخرى٬ أعرب الملك والمسؤولة الأمريكية عن ارتياحهما للجودة الاستثنائية التي تطبع العلاقات بين البلدين وآفاق تطويرها في المستقبل٬ لا سيما في ضوء الحوار الاستراتيجي الذي قرر الطرفان إرساءه. وبهذه المناسبة٬ قالت كلينتون إن هذه المرحلة الجديدة النوعية في العلاقات ين البلدين تندرج في إطار الرؤية الملكية التي بلورها الملك منذ زيارة الدولة الهامة التي قام بها لواشنطن عام 2000 بدعوة من الرئيس ويليام كلينتون. وأضاف المصدر نفسه أن هذه الرؤية تعززت في عهد إدارة الرئيس جورج بوش من خلال إنجازات هامة٬ من بينها التوقيع على اتفاق التبادل الحر عام 2004 ومنح المغرب٬ خلال نفس السنة٬ وضع الحليف الرئيس للولايات المتحدة٬ خارج حلف شمال الأطلسي٬ فضلا عن استفادة المملكة، منذ 2007 من مبادرة حساب تحدي الألفية. وأشار الى أن هذه الرؤية الملكية٬ التي يواصل تبنيها ودعمها الرئيس باراك أوباما منذ 2009٬ قادت إلى إطلاق أول دورة للحوار الاستراتيجي بين المغرب والولايات المتحدة٬ هذا الأسبوع٬ كتعبير جديد عن الإرادة الثابتة للولايات المتحدة لتعزيز علاقاتها مع المملكة في جميع المجالات٬ لاعتبارات عدة. كما نوهت كلينتون بحرارة٬ بوجاهة وعمق الإصلاحات الهامة التي يقودها صاحب الجلالة منذ توليه العرش٬ على الأصعدة السياسية والسوسيو اقتصادية والثقافية مبرزة الدور النشط والانخراط البناء لصاحب الجلالة على الساحتين الاقليمية والدولية٬ في سياق معقد ومتحول. وتطرق الملك وكاتبة الدولة٬ في هذا السياق٬ للتطورات الحاصلة في مصر وليبيا وتونس٬ حيث تجري عمليات انتقال بالغة الصعوبة. وأبرزت هيلاري كلينتون الدور الاستراتيجي الذي تضطلع به المملكة٬ كعامل استقرار في مجموع المنطقة.