منذ انطلاق الثورات العربية و بداية الشرارة الأولى مع البوعزيزي في تونس و سقوط نظام بن علي ، و المغاربة ينتظرون بلهفة " التغيير الحقيقي" في المغرب. و كلما سقط نظام مستبد زادت الآمال بأن نصر الله قريب و أن الموعود الذي وعد الله عباده بالتمكين في الأرض لآت، إلا أن حالات الاستثناء المفروضة على الشعوب العربية عامة و المغاربة خاصة تحول دون بزوغ هذا الفجر القريب. فبالرغم من ظهور بعض الحركات الاحتجاجية التي لم ترقى لتحقيق تغيير حقيقي يفرح به الشعب، إلا أن هذا الأخير قعد مع القاعدين ورضي بالفتات ، و وتق بسياسة المخزن الذي أظهر (الإسلاميين) مظهر القوة و هم الضعفاء الذين رضوا بأن يكون الاستبداد إله و ركعوا له و بايعوه ولم يصدقوا الشعب قولهم. ولم يحققوا للشعب سوى الإستحمار و الزيادة في الأثمان، "الملك هو من يسود و يحكم، وما الدستور الجديد و الانتخابات التي تلته إلا إطالة في عمر الاستبداد "، جملة صرخ بها رجال و نساء ،دعوا إلى عدم الوثوق بنظام له تاريخ في القمع والفساد ،فلم تجد سوى الأذن الصماء والقلوب المغشية عليها التي تؤمن بالتغيير من داخل المؤسسات الفاسدة كحل، المؤسسات المحكومة عليها بالإمتتال لأوامر الفساد التي لا تملك سوى الطاعة و الخضوع لأنها رضيت بان تجعل لله شرك. عجبا لمن يدعي الإسلام و يطمح في الترقي لمقامات الإيمان و الإحسان أن ينافق الشعب بادعاء المحبة للسلطان الجائر و يتحدث باسم الشعب و يلاطف من خان و يعتذر و يسامح من سرق الشعب و يخون عهده مع الشعب... ستة أشهر مرت من عمر هذه الحكومة "حكومة بن كيران" التي تجبرت على الشعب و لم تعد تسمع سوى كلمة "الأنا" الفرعونية من الأفواه في المنابر الإعلامية، سوى التطبيع مع الكيان الصهيوني التي يقتل أبناء المسلمين و يمكر بهم ، زيادات في سعر المواد المحروقة ، أزمة بعد أزمة و لا إشراقه في بداية هذه الحكومة ، سوى ما أمرهم "من يسود و يحكم " على فعلها في إطار سياسة إسكات الشعب. صدق ابن عطاء الله السكندري عندما قال "من أشرقت بدايته أشرقت نهايته" و هذه الحكمة نقرؤها عكسيا من لم تشرق بدايته لا تشرق نهايته. أي مغفل هذا الذي يدعي الحنكة السياسية أن يدعوا المغاربة إلى الإنحاء عند التسليم على عملاق المغرب محمد السادس و ينافق بالقول "ليس انحناء كالركوع و ليس والوقوف المخل بالأدب" (برنامج بلاحدود على قناة الجزيرة) و المغاربة سعوا جاهدا إلى زوال هذه العادات التي تزيد في عمرالإستبداد الملوك و الرؤساء هل يطمع بن كيران في أن يقبل الناس يديه بدافع الاحترام؟؟. عاتب ابن كيران في بلاحدود على الصحفي أحمد منصور كونه يتحدث باسم الشعب المغربي بينما سمح لأنفسه هو أن يتحدث باسم كل المغاربة بدون أي تفويض ، لقد صوت المغاربة في الانتخابات السابقة بالرغم من نسبة المقاطعة التي لا ينساها العاقل بدافع أن "الإسلام هو الحل" . يقول الأستاذ عبد السلام في كتاب في الاقتصاد "أنكون أساتذة العالم، ومعلمي الإنسان، وحاملي رسالة، ومؤدي أمانة إذا كانت دعوتنا إلى خنوع وخضوع لغير الله، وكانت مواقفنا منسجمة راضية مصفقة مع من حاد الله، وكانت دلالتنا بالكلمة والموقف العملي على غير الله !" لا يلتقي التصفيق للطاغوت و الخنوع والخضوع لغير الله، مع من كان همه هو حمل رسالة الإيمان و سخر نفسه ليكون مدافعا و خادما لعباد الله لا يقترن الخضوع للطاغوت مع الجهاد في سبيل الله قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " إن من أعظم الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر"