شارك آلاف الجزائريين في يوم الجمعة ال 52 من التظاهرات الأسبوعية للحراك الشعبي المطالب بتغيير “النظام” قبل عام من ذكراه الأولى. وخرج نحو سبعة آلاف شخص انطلاقا من أحياء بلكور وباب الواد نحو شرع ديدوش مراد بوسط العاصمة وحيث تجري التظاهرات كل أسبوع، بحسب مراسل وكالة فرنس برس.
وفي 22 فبراير 2019 خرج آلاف الجزائريين في مسيرات عارمة، ضد ترشح عبد العزيز بوتفليقة الذي كان مشلولا وعاجزا عن الكلام، لولاية خامسة متحدين قرار منع التظاهر في العاصمة منذ 2001. وفي الأسبوع السادس دفعت الاحتجاجات غير المسبوقة، وضغوط قيادة الجيش، الرئيس للاستقالة. وفي الاسبوع ال52 لا يزال الجزائريون متمسكين بضرورة تغيير النظام حتى بعد انتخابات 12 ديسمبر التي قاطعها الحراك وفاز بها عبد المجيد تبون. وقالت سليمة، 55 سنة،”نحتفل بمرور عام من التظاهرات، ولم أتخلف الا عن بعضها وإذا تطلب الأمر أن أسير سنة أخرى من اجل بلدي فسأفعل”. وأضافت هذه الاستاذة الجامعية “لقد حققنا هدف تحرير الكلمة، والآن نريد تغييرا حقيقيا”. ومن جهته أشار أحمد، 34 سنة، إلى أن “الحكومة تحاول أن تتجاهلنا لكنها لا تستطيع، فهي تفكر في الحراك وتتحدث عنه في كل اجتماعاتها وفي البرلمان أيضا، نحن قوة تغيير مهما كان عددنا”. وتابع “خلال عام من التظاهرات شاهد العام أن في الجزائر شعب يحب الحرية وضد استبداد بوتفليقة”. وفي تظاهرة الجمعة المصادفة لعيد الحب رفعت سيدة لافتة عليها قلب وردي كتبت بداخله “أحبك يا ثورة” “ثورة الابتسامة” كما يسميها الجزائريون نظرا لسلميتها. كما لم ينس المتظاهرون من تبقى من المعتقلين بسبب الحراك ورفعوا صورهم مطالبين بالافراج عنهم، كما بالنسبة لكريم طابو أحد رموز الحركة الاحتجاجية منذ بدايتها. ومنذ بداية العام أطلق القضاء سراح عشرات الموقوفين بعد تبرئتهم أو تخفيف الاحكام عنهم كما خرج آخرون من السجن بعد استنفاذ عقوبتهم. وشهدت العديد من المناطق مسيرات مشابهة كما في تلمسان ووهران وبجاية وتيزي وزو. وفي نهاية اليوم تفرق المتظاهرون في هدوء ما عدا بعض الشبان الذي أرادوا البقاء “لمواصلة الاحتفالات” لكن الشرطة دفعتهم لمغادرة المكان دون أن يقاوموا.