للذين ارتضوا أن يكون المغرب مزرعة وملكا خاصا ؛ لا وطنا . للذين ارتضوا أن يكون المغرب وأن يمسي الوطن مبغى ''المقيم العام الجديد'' وأن تتنصل الريف والشاوية والأطلس الشامخ من أسمائها وكبريائها . للذين ارتضوا أن ينتهوا من يسار ورفاق وأهل نفاق ؛ وأن يستسلموا لهيئات المخزن مبعوثة مكشرة على الأنياب . للذين وهبوا كل ما ناضلت من أجله الأباء والأجداد وخانوا الشهداء.. للذين تخلوا عن الأمة من سياسيين ومثقفين المنسحبين والمغادرين للبلاد المستقلين والمتخلين عن الأمة في زمن الغمة . للعلماء الذين باعوا أنفسهم للشيطان فسكتوا عن البغي والطغيان وغياب الأمن والأمان. للذين ارتضوا التزام الصمت؛ للذين اعتقدوا في التغيير وتحسين المصير رغم واقع العيش المرير فنساقوا وراء سياسة ومنظومة التغرير. للذين مزقوا الوطن بتخليهم عن شنقيطه قديما؛ وبيع بعضا منه حديثا ؛ وهم يناورون ومستعدون للتخلي عن جنوبه قريبا في حالة تهديد وجودهم .. مؤثرون مصالحهم؛ مدافعون عن عروشهم و كراسيهم ؛ متمسكون بالحكم ليس إلاّ ؛ حتى ولو لم يبقى لهم إلا الرباط وسلا . للذين قدموا مصلحة السلطان على مصلحة الوطن؛ للذين نهجوا سياسة التخندق والتمترس ضد بقية الشعب منتهجين سياسة الإقصاء اللغوي والثقافي والتنموي والاجتماعي والتمييزالعنصري ؛ مقدمين مصالحهم على مصالح البلاد ؛ ووجودهم على وجود الوطن . للذين أوصلونا إلى هذه المراتب المتخلفة وهذه الأوضاع المفلسة نظاميا وسياسيا وثقافيا ورياضيا.للذين كرسوا تقسيم الشعب على أساس العرق إلى'' شرفاء''والبقية ''رعايا ورعاع وعبيد'' ناشرين الفكر الخرافي الصوفي من خزعبلات الطرق والزوايا ؛ وفرق الغواية, من تاكناويت وتاهداويت وجهالة. للذين أسسوا لسياسة سرقة المال العام ؛ ومأسسوا المحسوبية والزبونية والرشوة والسلب ؛ وسرقوا قوت الشعب؛ وكانوا وراء نشرا لإرهاب والرعب ؛ للذين احتقروا الشعب وشبهوه بالكلب ... وتنصلوا من كل الفضائل ونسوا أن الأمم أخلاق. للذين انتهجوا سياسة الاحتقاروالتهميش المنهجي والعقاب والحرمان والحصار؛ للمناطق والقرى النائية أعالي الجبال ؛ التي رفضت الحماية وكانت سباقة لمقاومة الإستعمار. للذين حولوا جزءا كبيرا من المغاربة إلى '' سواح '' يهيمون على وجوههم يبتغون عن وطنهم بديلا؛ مهّجرون ومشردون خارج المغرب وداخله ؛ يفترشون الأرض ويلتحفون السماء؛ في ساحات وشوارع المدن وباحات الأسواق وتحت الأسوار ؛ في بلد المليون شمكار. للسفهاء الذين ميعوا السياسة وأصابوا الديمقراطية بانتكاسة؛ مستهدفين ومحاولين إسكات الحقوقيين والوطنيين النزهاء الأحرار من رجال الصحافة ؛ للذين أرادوا أن نصبح قطعانا ورعية خاضعين خانعين مدلين؛ لا مواطنون شرفاء كرماء أعزاء . لهؤلاء جميعهم أقول لقد حكم الشعب بفسادكم ؛ وأجمعت الأمة (''ولاتُجمع الأمم على ضلال '' ) على إفلاسكم وعلى قشل اختيارتكم وضيق افق حكومتكم الضاهرة والباطنة؛ وفشل دبلوماسياتكم وتخبط وارتباك محركو وصانعو القرار في الخفاء من داخل دهاليز مؤسستكم وقصوركم . لقد فسختم عقد ''السلم الاجتماعي" وعدتم إلى سنوات القمع الرصاص ولم تعد هناك لا مصالحة ولا إنصاف . أنتم جميعا سوف يقول الشعب يوما كلمته فيكم ؛ يوم ينادي المنادي بفضيحتكم ولن ينفعكم الموالون لكم ولا الواصون عليكم ؛ويشهد الله والملائكة والناس أجمعين سوء عاقبتكم.. وانتم صاغرون .