يخوض بوجمعة بودحيم أستاذ التعليم الابتدائي في ما بات يعرف “قضية تعنيف التلميذة مريم” معركة الأمعاء الخاوية في السجن الفلاحي بتارودانت، حيث ما يزال رهن الاعتقال الاحتياطي، احتجاجا على الحكم القاسي في حقه، بحسب ما أسره مصدر مقرب منه لموقع “لكم”. وتزامنا مع الواقعة، احتشد مئات الأساتذة، بوزراتهم البيضاء، في مسيرة شعبية اليوم الخميس 30 يناير الجاري انطلقت من أمام مبنى المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية، شارك فيها عدد من أساتذة التعاقد والمتدربين، إلى جانب ثلة من الفعاليات السياسية والحقوقية والمدنية، مسنودة من قبل مكاتب الهيئات النقابية التعليمية الست بجهة سوس ماسة.
ورفع المتظاهرون شعارات تندد بما سموه “الحكم القاسي والظالم في حق زميلهم بوجمعة”، وهو ما اعتبروه “إدانة للمدرسة والعمومية واستهدافا لكل نساء ورجال التعليم”. وبينما أعلنوا “تضامنهم مع الأستاذ المعتقل في محنته”، استنكروا ما سموه “الهجمة المغرضة على المدرسة العمومية”، رافعين يافطات كتب عليها “كلنا بوجمعة بودحيم”. وما تزال تداعيات قضية الأستاذ “بوجمعة.ب” ووضعه قيد الاعتقال الاحتياطي بالسجن الفلاحي في تارودانت تثير قلق نساء ورجال التعليم، مما دفع عدد من الأساتذة لتنظيم وقفات تضامن واحتجاج في المؤسسات التعليمية بكل من الثانوية الإعدادية الامام مالك ومدرسة المختار السوسي في تيزنيت وغيرها. وكانت الغرفة الجنحية بتارودانت قد أدانت ليلة أول أمس الثلاثاء الأستاذ بوجمعة.ب بستة أشهر حبسا نافذة وأربعة موقوفة التنفيذ وتعويض مدني قدره أربعون ألف درهم لفائدة الضحية، مع الاجبار في الأدنى وتحميله الصائر، بجنحة “الضرب والجرح في حق طفل من طرف شخص له سلطة عليه، وفقا لمقتضيات المادة 404 من القانون الجنائي”. وشهدت أطوار محاكمة الأستاذ على مدى خمس ساعات نقاشا حادا بين دفاع المشتكية التلميذة مريم ودفاع المشتكى به الأستاذ بوجمعة.