تجددت بالجزائر المسيرات الشعبية السلمية المطالبة بالتغيير في الجمعة ال49 على التوالي من الحراك الشعبي . وخرج متظاهرون إلى الساحات والشوارع كما جرت العادة في عدة مدن بشعارات متجددة تطالب ب”تغيير جذري” لنظام الحكم.
وردد المتظاهرون شعارات مثل “لن نتوقف إما نحن وإما أنتم” و”صامدون للرجوع رافضون” و”شعب واحد ومصير واحد” و”الشعب مصير السلطة” و”ثورتنا قائمة”. وظهرت لأول مرة شعارات رافضة لمشروع استغلال الغاز الصخري بعد إعلان رئيسا لجمهورية عبد المجيد تبون قبل يومين إمكانية إحيائه، لمواجهة الأزمة الاقتصادية، منها “صحراؤنا ليست للبيع” و”لا لاستغلال الغاز الصخري”. ويقترب الحراك الشعبي من إسدال الستار على عامه الأول في 22 فبراير المقبل، بمظاهرات تواصلت دون انقطاع، وفي جو من السلمية حيث لم يسبق أن سجلت صدامات دامية مع قوى الأمن. يواصل المعارضون المطالبة بتفكيك “النظام” ورحيل رموزه، الحاكم منذ استقلال البلاد في عام 1962. لكن الكثيرين يتساءلون عن الاتجاه الذي ينبغي أن تتخذه الحركة الاحتجاجية الجديدة التعددية والسلمية اليوم منذ انتخاب الرئيس عبد المجيد تبون، وبدء عمل حكومته. ورداً على الحراك، وعد تبون الذي سبق وعمل مع بوتفليقة، بمراجعة الدستور وشكل لجنة خبراء لهذا الغرض. وبدأ الرئيس الجزائري، الذي يحاول أن لا يدخل في مواجهة مع الحراك، في الأيام الأخيرة مشاورات مع شخصيات سياسية لتحضير “دستور توافقي”، وستعرض المسودة على استفتاء شعبي. وقال تبون “سيتم أخذ كل الآراء في الاعتبار فيما يتعلق بالمنهجية الواجب اتباعها، وأيضًا المشكلات التي تعاني منها البلاد”. في مقابل ذلك، تجتمع السبت في العاصمة قوى سياسية ممثلة في “البديل الديمقراطي” الذي يضم أحزابا سياسية وجمعيات وممثلي المجتمع المدني، من أجل الإعداد “لمؤتمر وطني” واقتراح حلول بديلة. وأخيرا أثار مقال للكاتب كمال داود حول “فشل الحراك” تحدث فيه عن “ثورة ضائعة”، موجة من ردود الافعال عبر مواقع التواصل الاجتماعي. حتى الباحث الاجتماعي والاستاذ الجامعي الهواري عدي صاحب دراسات عدة، اعتبر ان كمال داود يبرر “مسبقا القمع الذي سيقع على المتظاهرين” من خلال تأكيده أن “الحراك فشل”.