قطع متظاهرون في لبنان طرقا رئيسية في وقت مبكر من صباح الجمعة في بيروت ومناطق أخرى، مع دخول الاحتجاجات اليوم التاسع على التوالي. وأفاد مصورون في وكالة فرانس برس بأن المتظاهرين قطعوا الطرق الرئيسية في بيروت وتلك المؤدية إلى مطارها الدولي ومداخلها كافة، ومناطق أخرى شمالا وجنوبا.
وتم إحراق إطارات على طريق المطار، وفي أماكن أخرى، ونصب متظاهرون خيما وسط طرق رئيسية باتوا ليلتهم فيها. وأبقت المصارف والمدارس والجامعات أبوابها مقفلة. ويسعى المحتجون إلى التأكيد على تمسكهم بمطلب رحيل الطبقة السياسية، رافضين الدعوة إلى الحوار التي أطلقها رئيس الجمهورية ميشال عون. وكان الرئيس اللبناني قد دعا في خطاب الخميس المتظاهرين إلى اختيار ممثلين عنهم ليلتقي معهم في “حوار بناء” من أجل الاستماع لمطالبهم، لكن خطابه لم يلق آذانا صاغية في الشارع. ويلقي الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله عصر الجمعة كلمة يتناول فيها آخر التطورات. ويشارك حزب الله في الحكومة بثلاثة وزراء، لكنه جزء من الأغلبية الحكومية التي تضم وزراء محسوبين على رئيس الجمهورية وحزب الله وحركة أمل (رئيسها رئيس البرلمان نبيه بري). وقال عصام (30 عاما)، وهو موظف إداري لفرانس برس: “نريد البقاء في الشارع لتحقيق مطالبنا المعيشية وتحسين البلد” مضيفا: “نريد أن يسقط النظام.. الشعب بأكمله بات جائعا ولا حل آخر أمامنا”. وأضاف “لا نخشى تخريب التظاهرات لأننا جميعا شعب واحد.. لقد ظهر لكل الأحزاب أننا موحدون ونريد تحقيق مطالبنا”. ورأى فارس الحلبي (27 عاما)، وهو ناشط وباحث في منظمة غير حكومية، أن “الأحزاب اللبنانية تحاول اختراق التظاهرات والضغط عليها أو شرذمتها ولا يقتصر الأمر على حزب الله فحسب”، لافتا إلى أن الأخير “يستعمل حجة شتم نصر الله لافتعال بعض المشاكل مع المتظاهرين أو الضغط عليهم”. وقال الحلبي الذي يعد من بين الناشطين البارزين في التظاهرات في وسط بيروت: “وصل الشعب إلى نقطة كسر العلاقة مع النظام القائم.. والتحدي الأساسي أمامنا اليوم هو دعم الحركات اللامركزية من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب”. وتعليقا على دعوة عون لاختيار ممثلين عن المتظاهرين، قال الحلبي “لحظة اختيار أي ممثل أو قائد للثورة، يعني أننا أطلقنا النار على أنفسنا وهذا يجب ألا يحصل”. وقال عفيف يونس (30 عاما)، موظف، لفرانس برس: “ثمة محاولة لإثارة الخوف تقوم بها أحزاب السلطة .. لكنهم لن ينجحوا”، مؤكدا أن “حاجز الخوف من الشبيحة الذين يرسلونهم للتخويف انكسر”. وتابع “كلما قاموا بالترهيب خصوصا في صور جنوب والنبطية، تشجع الناس أكثر على المشاركة في التظاهرات، ونتمنى أن يستفيقوا ويعملوا على إيجاد حلول وامتصاص غضب الناس”.