لم تشفع الوساطات التي باشرها عزيز رباح عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية في تقريب وجهات النظر بين تيارين من تنظيمه السياسي داخل مجلس جماعة أكادير، لتنفجر شظاياه أمس الجمعة بتقديم نائبي الرئيس استقالتهما من الجماعة الترابية لعاصمة سوس. وقدم النائبان عن حزب “العدالة والتنمية”، عمر الشفدي وخولة أجنان، استقالتهما من المجلس الجماعي لمدينة أكادير، الذي يرأسه نفس الحزب، في شخص صالح المالوكي. وبذلك تستمر أزمة المجلس الجماعي للمدينة و”تعثره” في العديد من المشاريع المبرمجة. وقالت خولة جنان في استقالتها الموجهة لمكتب رئيس المجلس الجماعي لمدينة أكادير، إن سبب استقالتها هو خلافات أصبحت تعيق وتعرقل إمكانية الاشتغال جنابا إلى جنب مع المكتب المسير. في حين برّر النائب، عمر الشفدي المستقل أيضا من المجلس، والذي كان مفوضا لتدبير لجنة التعمير، بالمجلس، سبب استقالته، بأسباب شخصية. شاكرا الثقة التي وضعها فيه المجلس ومن خلاله ساكنة المدينة. وأصدر النائب المستقيل، عمر الشفدي، بلاغا للرأي العام، موازاة مع استقالته، يعرض حصيلته المتعلقة بنصف المدة الانتدابية، بصفته نائبا لرئيس الجماعة الترابية لأكادير مفوضا سابقا في قطاع التعمير. أورد فيه أنه ساهم في تسيط مساطر منح الرخص وتدبير ملفات التعمير بالمدينة، عبر تقليص آجال معاجلة ملفات جميع الرخص إلى قرابة ثلثي المدة التي كانت تستغرقها فيما قبل، كما أنهساهم في جلب مرافق متنوعة للمدينة بالمجان، كملاعب القرب التي وصل عددا لأربع ملاعب، تستعمل من طرف العموم مجانا، أنجز منها اثنان بالحي “المحمدي” و”بن سركا” والآخرون في طور الانجاز. وأسر أحد المستقيلين في توضيحات لموقع “لكم”، آثر عدم ذكر اسمه،” أنه بعد لقاء رباح عضو الأمانة العامة للحزب لم تباشر رئيس الجماعة أي إجراء لتصحيح الوضع، ومعه الاختلالات التي حملتها رسالتنا للأمانة العامة، بل تحاشى ذلك وعمل بمبدأ كم حاجة قضيناها بتركها”. وزاد المصدر موضحا: لقد أمهلناهم بعد بلاغ الكتابة الإقليمية للمصباح بأكادير إداوتنان 15 يوما حتى نقدم حسن النية غير أن شيئا من ذلك لم يتحقق، كما أن الرئيس توقف عن عقد لقاء الخميس الأسبوعي المخصص لمكتب المجلس لتدارس تدبير شؤون الجماعة بعد لقاء الأمانة العامة. وأكد المصدر أن “الاستقالة من المجلس الجماعي نهائية ولا رجعة فيها”. ولم يصدر أي بيان أو توضيح عن رئيس المجلس الجماعي لأكادير حول الموضوع. كما لم يصدر عن الكتابة الإقليمية لحزب العدالة والتنمية لأكادير إداوتنان أي تعليق على قرار استقالة نائبي رئيس الجماعة الترابية. وتعد هاته ثامن استقالة في عمر نصف الولاية الانتدابية من عمر المجلس الترابي لأكادير، حصادها ثلاثة من حزب العدالة والتنمية (سعيد ليمان وخولة أجنان وعمر الشفدي)، وعضوان اثنان بحزب الأصالة والمعاصرة ونظيرهما بلائحة البديل (التي كان يقودها طارق القباج)، وعضو واحد بحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. وسبق لثمانية أعضاء بالمجلس الجماعي لأكادير، المنتمين لحزب المصباح، منهم المستقيلان، أن استنجدوا بأمينهم العام للتدخل ووقف عددا مما أسموه “الاختلالات التي طالت تدبير شؤون مجلس جماعة أكادير من دون أن يتم حلها”، بحسب تعبيرهم.