ربطت دراسة علمية حديثة بين عدم المقدرة على النوم بصورة مستمرة، وارتفاع نسبة الانتحار، خاصة بين أوساط اليافعين، مشيرة إلى أن الأشخاص الذين يواجهون صعوبة في النوم بشكل مزمن، يجب الاهتمام بهم نفسياً وصحياً، حتى وإن لم يعانوا من أعراض الأمراض النفسية. ونبّهت الدراسة الأطباء إلى أنه كلما زاد عدد أنماط مشاكل عدم القدرة على النوم التي يعاني منها هؤلاء زاد احتمال أن يفكروا بالانتحار. وسيجري عرض الدراسة التي توصلت إلى هذه النتائج في مؤتمر لرابطة الأطباء النفسيين الدولية. وذكرت شبكة ال (BBC) البريطانية، إلى أن منظمة الصحة العالمية قدّرت أن 877 ألف شخص في العالم يموتون جراء الانتحار كل سنة، علما أن كل 40 محاولة للانتحار ينجم عنها حالة وفاة واحدة. وكان العلماء قد ربطوا في وقت سابق بين الميول الانتحارية وعدم القدرة على النوم في أوساط الذين يعانون من مشاكل نفسية، ولكن هذه هي المرة الأولى التي يجري فيها الربط بين هذا الميل واليافعين بشكل عام. وقد فحص فريق من جامعة ميتشيجان العلاقة بين الأرق والميول الانتحارية عند 5692 أمريكي، فوجدوا أن 2،6 في المئة من العينة كانت عندهم خواطر انتحارية بينما حاول 0,5 في المئة منهم الانتحار فعلا. وفحص الفريق ثلاثة أنماط من الأرق: صعوبة النوم، صعوبة الاستمرار في النوم، والاستيقاظ ساعتين على الأقل قبل الموعد المرغوب. كما فحص الفريق عوامل معينة مثل الاكتئاب والمشاكل الزوجية والحالة المادية. واتضح أن من يعانون من واحد أو اثنين من أشكال الأرق كانوا معرضين لمحاولة الانتحار أكثر من الذين لم يواجهوا مشاكل في النوم بمقدار 2،6 مرة. وقد ارتبط الاستيقاظ في ساعات مبكرة بالميول الانتحارية بشكل أقوى من غيره. وقال د. ووجنار كبير الباحثين انه ربما كان التفسير يكمن في أن مشاكل النوم والتفكير بالانتحار نابعان من مصدر واحد هو معاناة الشخص من مشاكل نفسية. فيما قال د. نيل ستانلي تعليقا على هذه النتائج: "هذا يبين أن النوم الصحي ضروري للصحة الجسدية والنفسية".