الناصري وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، مساء اليوم الأربعاء بالرباط ، عن انطلاق القناة الأمازيغية. وأوضح السيد الناصري، خلال حفل نظم بفندق حسان، أن هذا الإعلان لحظة مميزة لكون القناة الأمازيغية ستكون قناة عامة غير متخصصة، وملكا مشاعا للمغاربة أجمعين، وستكون إطارا لإنجاز مهمة المرفق العمومي، ومن شأنها أن تخلق ديناميكية كبيرة تنصهر فيها كل آليات الإعلام السمعي البصري العمومي.
وأشار إلى أن القناة الأمازيغية، التي انطلقت في بث تجريبي إلى غاية فاتح مارس المقبل، ستكون قناة عامة تعنى بالإعلام والتربية والثقافة والترفيه وغيرها وتتميز عن باقي القنوات الأخرى بكونها لن تبث إلا من إنتاجها كما أنها لن تكون قناة منكفئة على ذاتها بل ستوظف أساسا الاختلاف باعتباره قيمة مضافة في الهوية المغربية المتفردة القائمة على جدلية التنوع والوحدة.
وفي هذا السياق، أوضح السيد خالد الناصري أن القناة الأمازيغية ستكون إطارا للإغناء والتوحيد في بلورة الهوية المغربية الموحدة حتى تشكل قناة للانفتاح والتسامح والحداثة والتطوير الذي لا يتوقف في إطار ثوابث الهوية الحضارية.
وذكر السيد الناصري ب"خطاب أجدير" الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس في 2001، باعتباره "معلمة منيرة في المسار الإصلاحي الذي يقوده جلالته بكثير من الحنكة والنجاح" وباعتباره سلط أضواء كاشفة على المسألة الأمازيغية في سياق المشروع الحداثي الكبير الذي يعمل جلالته على تشييده.
كما ذكر بأن عام 2001، الذي كانت الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة لا تتوفر فيه إلا على قناة واحدة إلى جانب دوزيم التابعة لشركة (سورياد)، يؤرخ لانطلاقة جديدة للمسألة الأمازيغية مشيرا إلى أن هذه القناة الثامنة الجديدة مشروع بدأت إرهاصاته الأولى منذ عام 2002 وتطلب تحضيرا متواصلا على مدى أزيد من سنتين.
وأكد أن هذا التراكم مسار للبناء الكمي والنوعي للمشهد الإعلامي الوطني وخاصة منه السمعي البصري معربا عن الأمل في تحقيق مزيد من المكاسب بفضل التضحيات والقناعات الراسخة والخبرة العالية لكل العاملين في القطاع.
ومن جانبه ، شدد السيد فيصل العرايشي الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة على "المنجز التقني المشرف" الذي تم بأطر مغربية، وعلى الوسائل التقنية المتطورة التي تم تجهيز القناة الأمازيغية بها مشيرا إلى أنها ستبث ما بين 70 و80 في المائة من برامجها بالأمازيغية بتعابيرها الثلاث على أن يبث الباقي بالعربية.
واعتبر السيد أحمد بوكوس عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، من جهته، انطلاق القناة الأمازيغية "حدثا تاريخيا" يؤرخ لمسار جديد لسياسة الدولة في مجال الإعلام والتي سنها صاحب الجلالة الملك محمد السادس في خطاب جلالته في 30 يوليوز 2001 وفي خطاب أجدير في السنة ذاتها والذي تضمن رؤية جديدة للهوية الوطنية التي يشكل الرافد الأمازيغي، لغة وثقافة وحضارة، أحد روافدها الأساسية.
وأعرب السيد بوكوس عن استعداد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية لوضع خبرته رهن إشارة القناة في مجال تكوين الأطر الصحافية أساسا ومنشطي البرامج وكذا في مجال المضامين الثقافية للبرامج في إطار استشاري.
وأشار إلى أن هذا المولود الإعلامي الجديد من شأنه أن يخدم التنوع الثقافي واللغوي بالمغرب، ويعكس الثراء المادي وغير المادي للثقافة المغربية، ويسهم في تطوير الثقافة واللغة الأمازيغية وتجديدها وتجويدها.
وقدم السيد محمد ماماد مدير القناة الأمازيغية عرضا مسهبا حول برامجها التي ستوجه لمجموع المشاهدين المغاربة وتهتم بانشغالاتهم من خلال البث بشكل يومي لمدة ست ساعات من الإثنين إلى الجمعة، وعشر ساعات يومي السبت والأحد.
وتتمثل هذه البرامج في "إبداعات" والشأن المحلي" و"أرشيف الأولى ودوزيم" و"حدث هذا الأسبوع" و"القنطرة" (تيلكيت)، و"الموعد الرياضي" و"أولاد البلاد"، و"طريق النجوم"، و"هي" (نتات)، و"اقتصاد بلادي" و"مواقف" و"روافد" و"أش واقع" و"تعليم اللغة الأمازيغية" (ياز)، و"الرسوم المتحركة" و"الإسلام نور" و"الإسلام والحياة" (ليسلام تدروت) و"القرآن الكريم".