هل بدأت تلمس تحقيق برنامج «رواج» لنتائج ملموسة لفائدة التجار في المغرب؟ لحد الآن لا شيء يذكر حيث لم تترجم مضامين البرنامج على أرض الواقع، ومن خلال العرض الذي قدمه عضو في النقابة الوطنية للتجار والحرفيين بسلا في اليوم الوطني للتجارة والتوزيع حول مشاريع استفادت من أموال صندوق «رواج» يتضح أن الوزارة تتعامل بنوع من الانحياز وبمعايير حزبية. ولو كان التعامل يتم دون انحياز لتم إرسال دورية لجميع غرف الصناعة والتجارة والخدمات في المغرب تدعو فيها وزارة الصناعة للانخراط في البرنامج، وليس كما حصل بحيث أرسلت الوزارة دورية عادية كباقي الدوريات لا تتضمن تفاصيل حول البرنامج وجدوله الزمني والاعتمادات المرصودة له، وتوضيح حيثيات الاستفادة منها. من جهة أخرى شرعنا بالبحث في مدينة القصر الكبير عن فضاءات لفائدة الباعة المتجولين، وعندما وضعنا مشروعا يتضمن الخطوط العريضة لتخصيص 4 أسواق لصالح هؤلاء الباعة وجدنا صعوبات من لدن وزارة الداخلية والمجلس البلدي، هذا الأخير كان يتعامل بمنطق قرب أو بعد هذه الجمعية أو تلك من المسؤولين عن المجلس، كما أن الوزارة لم تقدم أي دعم لنا. ولكن وزارة الصناعة والتجارة قدمت نماذج ناجحة لتجار استفادوا من تمويل صندوق «رواج»، وقالت إن الكرة في ملعب الجمعيات والنقابات والغرف الممثلة للتجار؟ سأقدم لك نموذجا من مدينة القصر الكبير، حيث وضعت جمعية السلام لبائعي الخضر والفواكه مشروعا لبناء مركب تجاري لهؤلاء الباعة الذين يعملون في براريك، وحاولنا تطبيق المشروع بغض النظر عن برنامج «رواج»، مستفيدين من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، حيث يدفع المستفيد مبلغا يتراوح بين 20 إلى 30 ألف درهم، والباقي تموله المبادرة. وقد واجهنا مشكلا متعلقا بالعقار، بحيث إن الأرض التي سيقام عليها المشروع تابعة للأملاك المخزنية، ولهذا وجهنا طلبا لرئيس مصلحة الأملاك المخزنية بالعرائش نطلب فيها أن يتم تفويت أو كراء العقار للجمعية ولكنه تجاهل الطلب بالمرة. إذا تحدثنا عن برنامج «عناية» الذي عرف فشلاً باعتراف وزارة الصناعة، ما الأسباب التي تقف وراء هذا الفشل؟ لأنه مشروع غير واضح بخصوص الجهات المتدخلة فيه، فمرة يقولون للتجار إن عليكم التوجه إلى مؤسسة «وفا للتأمين» ومرة أخرى يشيرون إلى مؤسسة «بريد المغرب»، وعندما يتردد التجار على هذه المؤسسة أو تلك لا يجدون أي جواب شاف بخصوص التغطية الصحية للتجار، ولا أظن أن أحداً من المهنيين يستفيد حاليا من هذه التغطية بمدينة القصر الكبير برمتها.