سال لُعابي حين وقع نظري على منحة "غليضة" بملايين السنتيمات و أنا أُطالعُ تقريراً عن منحِ الجمعيات. المنحة "الغليضة" آلَت لجمعيةٍ أسمع عن إسمها لأول مرةٍ في حياتي رغم تتبعي لأحداث الشأن المحلي أولاً بِأول و "البق ما يزهق"، و لم يتسنّى لي معرفة رئيسها أو أفرادها "الناشْطين". فَراوَدتني فكرة إنشاء جمعية "ناشْطة" و ليست نشيطة تُثبِتُ وجودها كلما حلّت ذكرى عيد الدعم المجيد. إنشاء جمعية ليس بالأمر الصعب و حتى "أكل" الدعم أمر غاية في السهولة، لكنني فكرتُ في موقفي المُحايد و أنّ هناك من هو متتبع للشأن المحلي أكثر مني ، مُنتظرين قنص الفرصة و سبّابتهم على زنادِ مسدسٍ مَحشُوٍ بالرصاصات الكافية لَتُطيح بي. و أفواه و ما أكثرها ستنعتُني بالاسترزاقي "اللحاس أو الطبال" و ليس الفاعل الجمعوي النشيط في مجاله. تراجعت عن مشروع الجمعية لأنه لن يُدِرَّ علي السيولة المالية الكافية بقدر ما سَأجني من "صداع الراس". أعلم أن المجتمع المدني "عاق و فاق" و أصبح فاقداً للثقة في ما يُسمّى "بالعمل الجمعوي" (دون تعميم، فهناك جمعيات نشيطة و تستحق كل الدعم من الجهة المانحة و كل الاحترام و التقدير منا). فكرة إنشاء مُقاولة محلية هي الأمثل لجني المال الوفير و من دون أدنى "صداع الراس" كل ما عليك هو ان تتسم بصفة "خصيم" اتجاه الجهة المانحة للصفقة "البريكول". فكرتُ في إنشاءِ مقاولة لم يخطر بِبال قصريٍّ قبلي إنشاءها… مقاولة محلية للنّقل ما دُمت لا أفقه شيئاً في مجالٍ آخر، وليس أي نقلٍ، إنها مقاولة للنقل الجوي بشراكة مع مجلسنا الموقر. شركة خاصة للنقل الجوي تؤمن سفريات كبار الشخصيات المحلية و الوطنية و العالمية من و إلى القصر الكبير من باقي بقاع العالم. و عِوَضَ أن يستقل النادي الرياضي القصري حافلة الهيونداي في رحلته لِمدينة مريرت أو بوزنيقة و ضجيج الحافلة التي تشبه بالمقلوب طائرة الكونكورد الفرنسية، حيث يسبق ضجيج محرك الحافلة سرعتها عكس الكونكورد التي تسبق صوت محركها. سأقبل بِرُبعِ التسعيرة المتداول عليها عالمياً لتسخير طائرة خاصة من شركتنا المتواضعة لنقل نادينا في أحسن الظروف و توفير كل الإمكانيات للاعبي فريقنا لملاقاة الخصم في واحدة من مقابلات دوري الهواة طمعاً في حصد النِّقاط تِباعاً و الرُّقيِّ إلى دوري الأضواء بالبطولة پّْرو. و إن ازدهر المشروع و كانت الأرباح جيدة سأُفكر في توسيع مجال الشركة لتشمل الطيران الحربي إضافةً إلى الطيران المدني. سأجلب مقاتلة عمودية من نوع الأباتشي ذات الرشاش الأوتوماتيكي، و مقاتِلتَين من نوع التّورنيدو و السوخوي. ستكون المقاتلات رهن إشارة كل القصريين لتصفية حساباتهم مع "أصحاب دعوتهم" لأن هناك من يعمدُ إلى تصفية حساباته فيسبوكياً و هذا حل ليس فعّالاً كفاية. وعيد و انتقام، حقد و ضغينة، سب و قذف و افتراء كلها تصفية حسابات فارغة تملأُ "الفِيلْ داكْتياليتِي" للفايسبوك من شروق الشمس إلى غروبها في مشهد مُمل، أفضِّل مشاهدة التلفاز و مسلسل الكارتون "الخروف شاون" على البقاء "أونلاين". بُشرى لكم "قصراوة" قريباً أپّاتشي لتصفية الحسابات لا داعي للفيسبوك بعد الآن. فقط نريدُ مطاراً و محطةً "للفيول" لتزويد مقاتلاتنا بالمحروقات.